عيد وفاء النيل.. النهر الخالد كما أنشده الشعراء
تحتفل مصر في مثل هذا اليوم من كل عام، بعيد وفاء النيل، العيد الأقدم في وجدان المصريين، حين كان فيضان النهر حدثًا مهيبًا ينتظره الفلاحون، وتقام له الطقوس والاحتفالات منذ عصور الفراعنة حتى اليوم.
النيل، الذي وهب الحياة لأرض مصر، ظل على مر العصور مصدر إلهام للشعراء، يصفونه تارة بلسان الملوك، وتارة بنبض الشعب، وتارة بصرخة الوطنية.
افتتح أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته عن النيل، قائلًا:
مِن أيِّ عهدٍ في القُرى تَتَدَفَّقُ
وبأيِّ كفٍّ في المَدائنِ تُغدِقُ
ومن السماء نزلتَ أم فُجِّرتَ من
عليا الجنانِ جداولًا تترقرقُ..
وشاعر النيل حافظ إبراهيم جعله رمزًا للصمود أمام الظلم والاستعمار، حين صاح في وجه الغاصب:
حوّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا
وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما
إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ
أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما.
أما عبد الرحمن الأبنودي، فقد رآه قمرًا يضيء الحقول، وربيعًا حاضرًا في كل ورقة خضراء أو صفراء:
النيل أمر..
قال الشجر حاضر..
آدى الربيع.. حاضر
وآدى الورق حاضر..
أخضرْ.. وحتى الاصفر اتخاضر
لومافيش خاطر عشان النيل..
نعمل لمين.. خاطر؟!