قال مراسل "القاهرة الإخبارية" في كييف، غيث مناف، إن أوكرانيا تبدو متشائمة إزاء القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، على الرغم من تفاؤل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بقرارات نظيره الأمريكي دونالد ترامب. 

وأوضح أن زيلينسكي، في تصريحاته المسائية الأخيرة، أشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية تؤكد استمرار القوات الروسية في تكثيف عملياتها بمنطقة الدونباس، خاصة في مقاطعة دونيتسك، مشددًا على أنه لا يرى أي مبرر حالي لإبرام هدنة مستقبلية مع موسكو.

وأضاف مناف أن الوسط السياسي الأوكراني يشهد حالة توتر واضحة، مع وجود مشاحنات بين الرئاسة وعدد من الساسة داخل البرلمان، حول إمكانية تسليم أو تبادل الأراضي مع روسيا. وأكد زيلينسكي، ومعه مسؤولون مقربون، تمسك أوكرانيا بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا كشرط أساسي، ورفضه الاعتراف بأي أرض تحت السيادة أو السيطرة الروسية، سواء كانت منذ عام 2014 أو 2022، مؤكدًا أن موقف كييف ثابت ويتمثل في استعادة جميع أراضيها حتى لو استدعى الأمر مواصلة القتال في حال فشل المسار الدبلوماسي.

وأكد مناف أن زيلينسكي استمد مزيدًا من التفاؤل بعد الدعم الذي تلقاه خلال زيارته الأخيرة إلى برلين ولقائه بالمستشار الألماني أولاف شولتس، والذي شدد على تمسك ألمانيا بسيادة أوكرانيا ورفض التخلي عن أي جزء من أراضيها. كما أعلنت برلين تقديم مساعدات مالية بقيمة 500 مليون يورو، إضافة إلى وعود الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بتزويد كييف بمزيد من الأسلحة، وهو ما يعزز موقفها التفاوضي على الصعيد الدولي.

وشدد مراسل "القاهرة الإخبارية" على أن الأوساط الأوكرانية تترقب أيضًا لقاءً مباشرًا بين زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فور انتهاء القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا، لبحث خطوات مستقبلية بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي. ونقل عن زيلينسكي قوله إن أي تفاوض بشأن الأراضي الأوكرانية لن يتم إلا بعد التشاور مع كييف والحلفاء الأوروبيين، ما يمنح أوكرانيا الحق الكامل في القبول أو الرفض، في وقت يقابل فيه التفاؤل الرئاسي توترٌ سياسي داخلي حول مخرجات القمة.