صالح عبد الحي.. من قمة المجد إلى نهاية حزينة في ذكرى ميلاده
تحل اليوم السبت 16 أغسطس، ذكرى ميلاد المطرب الكبير صالح عبد الحي 1889 – 1962، أحد أعمدة الطرب الشرقي في مصر والعالم العربي خلال العشرينيات والثلاثينيات، وصاحب الصوت الذي ملأ المسارح وسحر القلوب لعقود طويلة.
عرف صالح عبد الحي بأنه أعلى مطرب أجرا في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، إذ كان يتقاضى 3 آلاف جنيه ذهبًا عن الحفل الواحد، وهو مبلغ ضخم بمقاييس ذلك الزمان، حتى أن الزعيم سعد زغلول حضر له حفلا دفع فيه 100 جنيه ذهبا.
بدأ مشواره الفني في حي درب الحلواني بالسيدة زينب، وظهر كمطرب في فواصل المسرحيات مع كبار الفنانين مثل علي الكسار ومنيرة المهدية، قبل أن يفرض نفسه بصوته العذب ويصبح من أبرز نجوم عصره، متتلمذا على يد عمالقة مثل عبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي وسيد درويش.
من أشهر أغانيه التي لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق الطرب: "ليه يا بنفسج" كلمات بيرم التونسي وألحان رياض السنباطي، و"أهل الجمال" و"الصبوات"، وغيرها من الروائع التي خلدت اسمه في تاريخ الموسيقى الشرقية.
ورغم المجد والشهرة، جاءت نهاية الفنان الكبير مؤلمة؛ إذ اضطر للابتعاد عن الغناء في أواخر الخمسينيات بعد إصابته بوعكة صحية، وسافر للعلاج بالخارج، لكن المرض أنهكه حتى وافته المنية في 3 مايو 1962، المفارقة الصادمة أن جنازته وعزاءه حضره عدد قليل جدا، بعد أن كانت حفلاته تضج بالجماهير.