رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بوتين يكسر العزلة وترامب يتجنب الخسارة.. مخرجات قمة الزعيمين

16-8-2025 | 13:18


جانب من القمة

محمود غانم

وجهًا لوجه، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع استمر ثلاث ساعات، ركّز بالأساس على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في لقاء وُصف بأنه محطة أولى لاختبار إمكانية تحقيق هذا الهدف، وسط حالة من الضبابية بشأن مخرجاته.

وفي مؤتمر صحفي أعقب اللقاء الذي عقد في ولاية ألاسكا الأمريكية، أكد الزعيمان أن الاجتماع كان "إيجابيًا"، مشيرين إلى وجود تقارب في وجهات النظر بشأن التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، رغم استمرار بعض النقاط الخلافية التي قالا إنها قابلة للتجاوز.

من جانبه، شدد ترامب على أن الاجتماع كان مثمرًا للغاية، موضحًا أنه تم إحراز تقدم كبير، لكنه أقر بوجود بعض القضايا المهمة التي لم يتم الاتفاق عليها بعد.

أما بوتين، فوصف اللقاء بأنه "بناء ومفيد"، وأكد أنه جرى في أجواء من الاحترام المتبادل، معربًا عن أمله في أن يقود إلى إحلال السلام في أوكرانيا.

ورغم النبرة الإيجابية التي حرص الطرفان على إظهارها، لم يقدّم أي منهما تفاصيل عن النقاط التي توافقا عليها، كما لم يسفر الاجتماع عن اتفاق عملي أو آلية واضحة لإنهاء الحرب.

 

ويبقى السؤال: هل نجح الاجتماع أم فشل؟

وفي إجابة على ذلك، يؤكد الدكتور هاني الجمل، الخبير في الشؤون الدولية، أنّ القمة التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب جاءت دقيقة في توقيتها وحاسمة في مخرجاتها، معتبرًا أنّها مثّلت مكسبًا سياسيًا مهمًا لموسكو، دون أن تُسجّل هزيمة لواشنطن.

وأوضح "الجمل"، في حديث لـ"دار الهلال"، أنّ الرئيس الروسي استطاع من خلال القمة كسر العزلة الدولية المفروضة عليه، كما نجح في تجنّب فرض عقوبات أمريكية جديدة، رغم أنّ العقوبات السابقة تجاوزت 24 ألف إجراء.

وأضاف أنّ الإدارة الأمريكية بدت أكثر تقبّلًا لوجهة النظر الروسية في التعاطي مع الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعكس تحولًا لافتًا في الموقف الدولي.

وأشار الخبير في الشؤون الدولية إلى أنّ ترامب لم يخرج خاسرًا من القمة، فغياب اتفاق حول وقف إطلاق النار يُظهر، على حد وصفه، تقاطعًا مع رؤية بوتين، فضلًا عن انتظار اللقاء الذي يجمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدد من القادة الأوروبيين، قد يُمهّد لتسوية شاملة تحت ضمانة الولايات المتحدة، تقوم على مبدأ "الكل مقابل الكل".

أما في حال فشل هذا الخيار، فإنّ واشنطن ستلجأ إلى إرسال المزيد من الأسلحة الممولة أوروبيًا إلى أوكرانيا، وفقًا لـ"الجمل".

وأضاف الجمل، أنّ القمة كشفت عن مستوى ملحوظ من الانسجام بين الزعيمين، تجلّى في تقدم بوتين للحديث قبل ترامب، على الرغم من أنّ البروتوكول يمنح الأفضلية للدولة المضيفة.

كما اعتبر أنّ غياب أسئلة الصحفيين عن المؤتمر المشترك يعكس وجود ملفات حساسة ونقاط رمادية حرص الطرفان على إبقائها بعيدًا عن الإعلام، لتظل رهينة التحركات المقبلة على الأرض.

واختتم الجمل تصريحه بالتأكيد على أنّ القمة مثلت انتصارًا سياسيًا لبوتين، وعدم هزيمة لترامب، مشددًا على أنّ عقدها بصيغة "3+3" دليل على طرح ملفات استراتيجية أوسع للنقاش، وهو ما ينسجم مع أهداف موسكو بعيدة المدى.