قال الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة إن مصر كانت من أوائل الدول التي أدركت مبكرًا تأثير القوى الناعمة على العقول والقلوب، مشيرًا إلى أن الستينيات شهدت إرسال بعثات تعليمية إلى العديد من الدول العربية، ليس فقط لنقل العلوم والمعارف، وإنما لتعزيز الفكر المناهض للاستعمار والصهيونية وترسيخ الهوية القومية.
وأوضح حمودة ، خلال تقديمه برنامج "واجه الحقيقة" الذي يعرض على شاشة "القاهرة الإخبارية" ،أن القاهرة استقبلت في مدارسها وجامعاتها طلابًا من أفريقيا وآسيا، كثير منهم أصبحوا قادة ومسؤولين كبارًا يفخرون بتخرجهم في الجامعات المصرية، وهو ما عزز مكانة مصر الثقافية والفكرية في المنطقة والعالم.
وأضاف حمودة أن الإذاعة المصرية لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ مكانة مصر الدولية، حيث كانت عند تأسيسها ثالث أقوى إذاعة في العالم بعد الـ BBC البريطانية وصوت أمريكا، وأطلقت منذ عام 1953 إذاعة "صوت العرب" التي خاطبت شعوب العالم من أمريكا الشمالية إلى أستراليا، مرورًا بأفريقيا وآسيا.
وأكد أن الإذاعات الموجهة التي بثت بـ 23 لغة، من بينها اللغات المحلية في المجتمعات المستهدفة، جسدت رسالة مصر الحضارية والثقافية، وكانت صوتًا معبرًا عن الأمة العربية وأحلامها في التحرر والوحدة.
وأكد الكاتب الصحفي أن هذه الإذاعات لم تكن مجرد بث روتيني، بل قدمت برامج صنعت فارقًا في وعي المستمعين، مثل "الحقيبة الأفريقية" و"حكايات أفريقية" و"بين السياسة والتنمية"، التي عكست دور مصر في دعم التعاون التنموي والسياسي في القارة.
ولفت إلى أن هذه الجهود جعلت من القوى الناعمة المصرية ركيزة أساسية لكسب دعم دول العالم الثالث لمصر في قضاياها الوطنية والقومية، لتظل القاهرة منبرًا للفكر والثقافة ورسالة للوحدة والتحرر.