برايان ألديس.. رائد الخيال العلمي الذي كتب المستقبل في عام 2500
في عام 1925، وُلد برايان دبليو ألديس، أحد أبرز كتّاب الخيال العلمي في بريطانيا والعالم، وصاحب مسيرة أدبية امتدت لعقود، أثرت فيها أعماله في الأدب والفكر والسينما.
حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، وتُوّجت مسيرته برئاسة جمعية هربرت جورج ويلز، الكاتب الذي ألهمه منذ بداياته، كما شغل منصب نائب رئيس مجموعة بيرمينغهام للخيال العلمي.
نشأ ألديس في أسرة بسيطة، حيث كان والده يدير متجرًا صغيرًا تعتمد عليه العائلة، التحق في سن السادسة بمدرسة داخلية في ديفون، واستمر فيها حتى المرحلة الثانوية، في عام 1943، انضم إلى الجيش البريطاني، وهي تجربة تركت أثرًا واضحًا في بعض رواياته.
بعد الحرب العالمية الثانية، عمل كبائع كتب في مدينة أكسفورد، وهناك بدأ يكتب قصصًا قصيرة في الخيال العلمي، نُشرت في مجلات متخصصة، ولاقت اهتمامًا من المحرر تشارلز مونتيث، الذي ساعده في نشر أول أعماله عام 1955 بعنوان مذكرات برايتفورت، وهي رواية بأسلوب المذكرات اليومية.
في نفس العام، فاز ألديس بجائزة صحيفة الأوبزيرفر عن قصته Not For An Age، التي تخيّلت أحداثًا في العام 2500، رغم أن روايته الأولى لم تحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أن اهتمامه بالخيال العلمي دفعه إلى إصدار أول مجموعة قصصية في هذا المجال بعنوان "الفضاء والزمان وناثانيال"، والتي حققت له دخلًا يعادل عمله كبائع كتب، فقرر التفرغ للكتابة.
في عام 1958، وصفه مؤتمر الخيال العلمي العالمي بأنه "كاتب واعد"، وفي عام 1960، انتُخب رئيسًا للجمعية البريطانية للخيال العلمي، أطلق عام 1964 مع صديقه هاري هاريسون أول مجلة أدبية متخصصة في نقد الخيال العلمي بعنوان "آفاق الخيال العلمي"، وكتب فيها كبار الأدباء والنقاد مثل جيمس بليش.
إلى جانب تأليفه، عمل ألديس محررًا لعدة مجموعات مختارة من روايات الخيال العلمي، منها "أفضل قصص الخيال" و Penguin Science Fiction، ومن أبرز أعماله في الرواية: "الألعاب الرائعة تدوم طوال الصيف"، "أوبرا الفضاء" ، "أوديسة الفضاء" ، و"الأرض الشريرة"، وغيرها من الأعمال التي رسخت مكانته كأحد أعمدة هذا النوع الأدبي. كما كتب في الدراما والنقد الأدبي والشعر، ليؤكد أن الخيال العلمي ليس مجرد سرد للمستقبل، بل أداة لفهم الحاضر واستكشاف الذات. وتوفي في 19 أغسطس 2017 عن عمر يناهز الـ 92 سنة.