في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. كيف يؤثر العطاء على شعور المرأة بالرضا النفسي؟| خاص
نحتفل في 19 أغسطس من كل عام، باليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي يهدف للتأكيد على أن قيمة العطاء لا تنعكس فقط على من يتلقاه، بل تمتد أيضًا إلى من يقدمه، فضلا عن الاعتراف بمجهود العاملين في هذا المجال، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع استشارية كيف يؤثر العطاء على شعور المرأة بالرضا النفسي والاستقرار الداخلي؟
ومن جهتها قالت الدكتورة منى غازي استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن العمل الإنساني الذي تقوم به النساء، يتجاوز كونه مجرد فعل خير، بل ينعكس آثاره العميقة على المرأة نفسها؛ ويمنحها الكثير من التأثيرات الإيجابية، والتي تظهر في عدة جوانب أساسية، ومنها ما يلي:
-عندما تنخرط المرأة في العمل الإنساني، سواء من خلال التطوع أو المبادرات المجتمعية، فإنها تشعر أن حياتها ذات قيمة ورسالة، وهذا الإحساس بالعطاء والقدرة على التخفيف من معاناة الآخرين يمنحها طمأنينة داخلية ورضا نفسي عميق، لأنه يربطها بهدف يتجاوز ذاتها.
-العمل الإنساني يعزز لدى المرأة التوازن النفسي؛ إذ يجعلها أكثر قدرة على تجاوز ضغوط الحياة اليومية، فهي تجد في خدمة الآخرين متنفسًا، ومساحة تعيد من خلالها ترتيب أولوياتها، مما ينعكس على استقرارها العاطفي والذهني.
-تعزيز الثقة بالنفس، فالمشاركة الإنسانية تجعل المرأة تدرك قوتها الداخلية وقدرتها على إحداث تغيير ملموس، حتى ولو كان صغيرًا، وهذا الإدراك يبني ثقة بالنفس، ويجعلها أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات الشخصية والمهنية.
- مصدر للرضا الداخلي، فالسعادة التي تجنيها المرأة من خلال رؤية ابتسامة شخص ساعدته، أو من خلال شعورها بأنها جزء من حل لمشكلة، تختلف عن أي نوع آخر من الفرح، لإنها مرتبطة بالإنجاز الإنساني والاتصال بالآخرين على مستوى عاطفي عميق.
-من خلال العمل الإنساني، تنفتح المرأة على دوائر اجتماعية جديدة تشاركها القيم نفسها، مما يعزز شعورها بالانتماء والدعم الاجتماعي، وهو أحد أهم مصادر الاستقرار النفسي والطمأنينة.
-العمل الإنساني ليس فقط عطاءً للآخرين، بل هو عطاء للمرأة نفسها؛ يمدها بالرضا النفسي، ويمنحها الاستقرار الداخلي، ويغمرها بسعادة خالصة تنبع من شعور أصيل بالمعنى والإنسانية.