رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكاية أثر.. مصبغة أثرية بالقومي للحضارة المصرية

18-8-2025 | 17:01


مصبغة أثرية

فاطمة الزهراء حمدي

تشتهر مصر بآثارها العريقة التي تمتد عبر آلاف السنين، حيث تضم قطعًا أثرية ذات تراث فريد، مثل الخناجر، التماثيل، والأعمدة، وتستمر عمليات البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة في مختلف أنحاء البلاد.

عرف المصريون القدماء بإبداعهم وبراعتهم في صناعة التماثيل ونحتها، وقد أظهروا دقة متناهية في إبراز المغزى من هذه التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، كما تميزوا أيضًا في صناعة الحلي والإكسسوارات بكل براعة.

 

كان المصريون القدماء متفوقين على عصرهم، حيث توصلوا لاختراعات وأشياء تفوق ما كان موجودًا في تلك الفترة، ولم يقتصر الإبداع على عهد المصريين القدماء فحسب، بل امتد عبر العصور، لتضم مصر بين جنباتها قطعا أثرية نادرة صنعت في فترات لاحقة، تحمل بين تفاصيلها قصصًا تاريخية مدهشة، من بين هذه الكنوز المصبغة الأثرية.

يتوقف الزوار أمام أحد أبرز الاكتشافات الأثرية النادرة؛ مصبغة أثرية تعود إلى عصر الدولة الفاطمية، تحديدًا إلى القرن الأول من هذا العصر (969 – 1171م).

 

تمثل هذه المصبغة جوهرة تاريخية محفوظة بشكل جيد، وهي الدليل الوحيد الباقي على المصابغ القديمة في القاهرة، بما يضفي عليها قيمة أثرية استثنائية. وتكشف تفاصيلها عن لمحة آسرة من عالم صباغة المنسوجات الذي كان نابضًا بالحياة في القرون الماضية، حيث ازدهرت فيه الحرف والصناعات المرتبطة بالنسيج والفنون التطبيقية.

 

بهذا الاكتشاف، يعيد المتحف القومي للحضارة المصرية إحياء جانب مهم من التراث الحرفي والصناعي للعصر الفاطمي، ليتيح للزائر فرصة فريدة للتعرف على ملامح الحياة اليومية وثراء الأنشطة الاقتصادية والفنية في تلك الحقبة التاريخية.

تحتوي قاعة العرض المركزي للمتحف على العديد من القطع المميزة، مما يتيح للزائر أن يكون صورة كاملة عن الحضارة المصرية وأهم إنجازاتها عبر عصورها المختلفة بدءًا من عصور ما قبل التاريخ ومرورًا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية ووصولًا للعصر الحديث والمعاصر إضافة إلى ما توارثه المصريون من ثقافة تقليدية أو ما يعرف بالموروث الشعبي.