أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل حاليا تُبرز تنامي الاستياء من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحرب غزة.

وذكرت الصحيفة، في سياق تحليل نشرته اليوم /الإثنين/، أن الاحتجاجات، التي بلغت ذروتها بمسيرة حاشدة في تل أبيب شارك بها مئات الآلاف أمس الأحد، كشفت عن فجوة واسعة بين العديد من الإسرائيليين وحكومة نتنياهو المتشددة التي لا تحظى بشعبية.

وأشارت إلى أن المظاهرات التي دُعي إليها أمس وُصفت بأنها يوم تضامن إسرائيلي مع عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، ودعوة لوقف الحرب وإعادة الرهائن إلى ديارهم. وأعلنت العديد من الشركات إضرابا شعبيًا، وأغلقت مجموعات من النشطاء والمتعاطفين الطرق السريعة الرئيسية مع استمرار الاحتجاجات حتى الليل. وأُلقي القبض على العشرات.

وبحسب الصحيفة، أشار حجم المشاركة في تل أبيب إلى تزايد الضغوط على نتنياهو، الذي ظل غير متأثر بالمشاعر العامة بعد عامين من الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على غزة، والتي بدأت منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وأوضحت النيويورك تايمز أن الرأي العام الإسرائيلي ينقسم بشكل خاص حول الأهداف المعلنة للحكومة الإسرائيلية في غزة: القضاء على حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وإطلاق سراح الرهائن الخمسين المتبقين، والذين تعتقد إسرائيل أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة.

وجادل العديد من الخبراء بأن هذين الهدفين متناقضان وغير قابلين للتحقيق كاستراتيجية مشتركة، لأن الطريقة العملية الوحيدة لتحرير الرهائن هي التفاوض على إطلاق سراحهم مع حماس، بينما اشترطت الحركة إطلاق سراحهم ببقائها.

ولفتت الصحيفة إلى أن المطلب الرئيسي للمتظاهرين أمس في تل أبيب كان أن تعطي الحكومة الإسرائيلية الأولوية لإعادة الرهائن إلى ديارهم.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تُمضي فيه الحكومة والجيش قدما في خطة للسيطرة على مدينة غزة، وربما بقية قطاع غزة، في ظل إدانة دولية، وأزمة إنسانية خانقة، ومخاوف من أن تُعرض هذه الحملة حياة الرهائن للخطر.