المملكة المتحدة تعزز استثماراتها في التعدين الإفريقي قبيل انطلاق "أسبوع التعدين الإفريقي 2025"
أعلنت المملكة المتحدة تعزيز استثماراتها الاستراتيجية في قطاع التعدين الإفريقي، في خطوة تهدف إلى تأمين إمدادات مستقرة من المعادن الأساسية والتقليدية اللازمة لمرحلة التحول الطاقوي والثورة الصناعية الرابعة، حيث تشكل القارة الإفريقية، التي تضم نحو 30% من احتياطي المعادن الحرجة في العالم، وجهة محورية للمستثمرين والشركات البريطانية الباحثة عن فرص توسع جديدة.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا فعاليات "أسبوع التعدين الإفريقي" (AMW) خلال الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر 2025، حيث سيجمع الحدث كبرى شركات التعدين والمستثمرين من إفريقيا والمملكة المتحدة، إلى جانب عقد مائدة مستديرة تحت عنوان "الشراكات الأوروبية في التعدين الإفريقي: مستقبل متبادل المنفعة"، لبحث فرص التعاون والاستثمارات المشتركة.
وتبرز عدة مشروعات بريطانية على الساحة الإفريقية. ففي أوغندا، تعمل شركة Blencowe Resources على تطوير مشروع "أوروم-كروس" للجرافيت، وقد تم التوقيع خلال الشهر الجارى على اتفاقية مدتها خمس سنوات لتزويد شركة بريطانية بالجرافيت، بعد حصول المشروع على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار بالشراكة مع مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية.
أما في جمهورية الكونغو، فتقود الشركة البريطانية Kore Potash استثمارًا بقيمة 2.2 مليار دولار عبر شراكة استراتيجية مع المستثمر السويسري OWI-RAMS GMBH لتطوير مشروع "كولا" للبوتاس.
وشهدت زامبيا توقيع شراكة بين هيئة المسح الجيولوجي البريطانية ووزارة المناجم والتنمية المعدنية لنشر دراسة شاملة حول المعادن الحرجة، بما يعزز تدفق الاستثمارات البريطانية إلى ثاني أكبر منتج للنحاس في إفريقيا.
وفي الوقت نفسه، تعمل شركة التعدين البريطانية Gemfields على توسيع استثماراتها في مجال استخراج الياقوت في زامبيا وموزمبيق، إضافة إلى مشروعات للأحجار الكريمة في إثيوبيا ومدغشقر، وذلك بعد أن جمعت 30 مليون دولار في يونيو الماضي لدعم توسعاتها. وتواصل شركات بريطانية أخرى مثل Xtract Resources وEndeavour Mining تعزيز وجودها في أسواق السنغال وكوت ديفوار وزامبيا.
وتعكس هذه الاستثمارات توسع دور الاستثمار الدولي البريطاني (BII)، الذراع التمويلي للمملكة المتحدة، الذي ارتفع حجمه في إفريقيا بنسبة 40% خلال عام 2024 ليصل إلى 1.09 مليار جنيه إسترليني مقابل 725 مليونًا في 2023.
ومن المتوقع أن يشكل "أسبوع التعدين الإفريقي" منصة بارزة لتوقيع صفقات استراتيجية جديدة، وربط الفاعلين من المملكة المتحدة وإفريقيا في مشاريع تعدينية كبرى، ما يعزز التنمية الإفريقية ويضمن في الوقت نفسه أمن الموارد للمملكة المتحدة.