أعلنت شركة "جوجل" الأمريكية، وشركة "كيروس باور"، اليوم /الاثنين/ أنهما ستنشران محطة نووية متقدمة مرتبطة بشبكة كهرباء منطقة وادي تينيسي بحلول عام 2030.
ووافقت هيئة كهرباء وادي تينيسي على شراء ما يصل إلى 50 ميجاوات من الكهرباء من مفاعل "هيرميس 2" التابع لجوجل وكيروس، لتصبح أول مرفق كهرباء في الولايات المتحدة يوقع اتفاقية شراء طاقة مع مفاعل متقدم من هذا النوع، وفقا لبيان مشترك نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
ويُعد "هيرميس 2" أول مشروع ضمن اتفاق أبرمته جوجل وكيروس العام الماضي لإطلاق تكنولوجيا الطاقة النووية المتقدمة الناشئة على نطاق تجاري، ويعادل إنتاج المفاعل استهلاك نحو 36 ألف منزل، وسيساعد في تزويد مراكز بيانات جوجل بولايتي تينيسي وألاباما بالطاقة الكهربائية اللازمة للتشغيل.
وقالت الشركتان إن التعاون سيُقرب الولايات المتحدة خطوة إضافية نحو نشر المفاعلات النووية المتقدمة، مع ضمان ألا يتحمل المستهلكون تكلفة بناء المحطة، موضحين أنهما ستتحملان المخاطر المالية المرتبطة ببناء المشروع الفريد من نوعه، بينما ستوفر هيئة كهرباء وادي تينيسي التدفق المالي اللازم لتشغيل المحطة من خلال اتفاقية شراء الطاقة.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة، دون مول: "نعتقد أن هذه الصيغة تحل مشكلة ضمان عدم تحميل المستهلكين تكاليف ومخاطر المشروع الأول من نوعه، وفي الوقت نفسه تتيح للمبتكرين مثل كيروس باور وقادة الفكر مثل جوجل طرح هذه التقنية في السوق".
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل مفاعل "هيرميس 2" عام 2030، بعد أن حصلت كيروس على تصريح بناء من لجنة الرقابة النووية الأمريكية في نوفمبر 2024، لكنها ستحتاج للتقدم بطلب ترخيص تشغيل قبل بدء العمل.
ووفقا لشبكة "سي إن بي سي"، رفضت هيئة كهرباء وادي تينيسي الكشف عن سعر شراء الكهرباء من المفاعل، كما امتنعت كيروس عن الإفصاح عن التكلفة التقديرية للمحطة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت توقفت فيه الولايات المتحدة فعليًا عن بناء محطات نووية جديدة بسبب تجاوزات التكاليف الضخمة والتأخيرات المزمنة التي يعاني منها القطاع، حيث تجاوزت تكلفة آخر مفاعلين تم بناؤهما بولاية جورجيا 18 مليار دولار عن المتوقع، وبدأ تشغيلهما متأخرين سبع سنوات في 2023 و2024، ما ساهم في إفلاس شركة وستنجهاوس، أحد أعمدة الصناعة النووية.
وترى شركات ناشئة مثل كيروس أن محطاتها الصغيرة ستثبت أنها أسرع وأقل تكلفة في البناء مقارنة بالمفاعلات الضخمة القديمة، ما قد يمهد لعصر جديد من البناء النووي في الولايات المتحدة، لكن لا تزال شركات المرافق العامة مترددة في الالتزام بالمفاعلات الصغيرة المتقدمة بسبب ارتفاع التكلفة الأولية.
أما شركات التكنولوجيا مثل جوجل، تسعى للاستثمار في الطاقة النووية المتقدمة لأنها تسعى للحصول على طاقة كهربائية مستدامة وموثوقة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز بياناتها، خاصة مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، وطلبت جوجل من كيروس باور مفاعلات بقدرة إجمالية تصل إلى 500 ميجاوات، من المستهدف أن تدخل الخدمة تدريجيًا حتى عام 2035.