رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"جوتيريش": العاملون في المجال الإنساني شريان الحياة لأكثر من 300 مليون محاصر في الصراعات أو الكوارث

19-8-2025 | 11:00


جوتيريش

دار الهلال

حذر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، من أن الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية، مؤكدا أنهم شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص محاصرين في الصراعات أو الكوارث، محذراً من أن ينبوع تمويل هذا الشريان آخذ في النضوب، وأن الهجوم على من يقدمون المساعدة الإنسانية يتزايد.

وقال جوتيريش- في رسالته بمناسبة "اليوم العالمي للعمل الإنساني"- إن الرقم القياسي الجديد الصادم الذي بلغ 383 عامل إغاثة قُتلوا في عام 2024 يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لحماية جميع المدنيين في النزاعات والأزمات، ولإنهاء الإفلات من العقاب، وفق مركز إعلام الأمم المتحدة.

وأضاف أنه في العام الماضي، قُتِل نحو 390 شخصا من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم- وهو رقم قياسي في ارتفاعه- من غزة إلى ميانمار مرورا بالسودان وأماكن أخرى.

ولفت جوتيريش إلى أن الخطوط الحمراء يتم تجاوزها دون أن ينال متجاوزيها أي عقاب، مؤكدا أن القواعد والأدوات موجودة، وأن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة، إلى تكريم شهداء الواجب الإنساني باتخاذ إجراءات لحماية كل عامل في المجال الإنساني والاستثمار في سلامته، ووقف الأكاذيب التي تزهق الأرواح، وتعزيز المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة، وإنهاء تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي.

وبالإضافة إلى الرقم القياسي الجديد الصادم لعمال الإغاثة الذين قُتلوا خلال عام 2024 أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بإصابة 308 من العاملين في المجال الإنساني، واختطاف 125 واعتقال 45 آخرين في نفس العام.

بدوره.. قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ "توم فليتشر": "إن هجوما واحدا على زميل في المجال الإنساني هو هجوم علينا جميعا وعلى الأشخاص الذين نخدمهم".

وأضاف: "الهجمات بهذا الحجم، دون أي مساءلة، تعد إدانة مخزية للتقاعس واللامبالاة الدوليين، وبصفتنا مجتمعا إنسانيا، نطالب مجددا أصحاب السلطة والنفوذ بالعمل من أجل الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة".

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن ارتفاع وفيات عمال الإغاثة بنسبة 31% مقارنة بعام 2023 يعود إلى الصراع المتواصل في غزة، حيث قُتل 181 عاملا إنسانيا، وفي السودان، حيث فقد 60 شخصا حياتهم، مضيفا أن العنف ازداد ضد عمال الإغاثة بـ21 دولة في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وكانت الجهات الحكومية هي الأكثر مسؤولية.

ونبه إلى أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لم تظهر أي مؤشر على تراجع هذا الاتجاه المقلق، حيث قُتِل 265 عامل إغاثة حتى 14 أغسطس.

وشدد المكتب على أن الهجمات على عمال الإغاثة وممتلكاتهم وعملياتهم تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتقوض شرايين الحياة التي تعين ملايين الأشخاص المحاصرين في مناطق الحروب والكوارث.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار رقم 2730 في مايو 2024، الذي أكد مجددا التزام أطراف النزاع والدول الأعضاء بحماية العاملين في المجال الإنساني، ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات. 

يُشار إلى أنه في كل عام، يركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع حيث تتضافر جهود الشركاء على امتداد المنظومة الإنسانية للدفاع عن بقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم وكرامتهم، ولصون سلامة عمال الإغاثة وأمنهم.