المنظمة العربية للطاقة: الميثانول منخفض الكربون خيار استراتيجي يدعم الدول العربية في تحقيق أهدافها المناخية
قال الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا) جمال اللوغاني، إن الميثانول منخفض الكربون يعتبر خيارا استراتيجيا يدعم الدول العربية في تحقيق أهدافها المناخية وتنويع مصادر الطاقة، ويساهم أيضا في تمكين الدول الأعضاء بالمنظمة من استغلال هذه الفرص عبر تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير الأطر التنظيمية والاستثمارية، بما يضمن تسريع تبني تقنيات إنتاجه وتحقيق المنافع الاقتصادية والبيئية المرجوة.
وأوضح اللوغاني- في تصريح، اليوم /الثلاثاء/؛ بمناسبة إصدار المنظمة العربية للطاقة دراسة جديدة بعنوان "الميثانول منخفض الكربون ودوره في التحول الطاقي"- أن التقديرات تشير إلى أن السوق العالمي للميثانول منخفض الكربون قد يتجاوز 20 مليون طن سنويا بحلول عام 2035 مدفوعا بزيادة الطلب في قطاعات الوقود والنقل والصناعات الكيميائية والبتروكيماويات.
وأفاد بأن في قطاع النقل البحري ينظر إلى الميثانول الأخضر كبديل واعد للوقود التقليدي إذ بدأت شركات الشحن العالمية تشغيل سفن تعمل بالميثانول منذ عام 2023 مع طلب يزيد على 200 سفينة جديدة مصممة للعمل بهذا الوقود، مما يعكس ثقة متزايدة في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن الاستثمارات العالمية ضمن مشروعات الميثانول منخفض الكربون شهدت مؤخرا نموا مستمرا، حيث بلغ حجم استثمارات المشروعات المعلنة أو قيد التطوير أكثر من 10 مليارات دولار حتى منتصف عام 2025 مع توقعات بتضاعف هذه الاستثمارات بحلول عام 2030.
لكنه بين أن تكلفة إنتاج الميثانول منخفض الكربون مازالت أعلى مقارنة بالميثانول التقليدي إذ تتراوح بين 400 و900 دولار للطن مقابل 150 و250 دولارا للطن من الميثانول الأحفوري، غير أن هذه الفجوة في التكلفة تقل تدريجيا نتيجة الدعم الحكومي وتطور التقنيات وتحسن أسعار الكربون في الأسواق التنظيمية.
وفيما يتعلق بالدول الأعضاء في المنظمة، أكد توفر مقومات قوية تمكن هذه الدول من تطوير صناعة الميثانول منخفض الكربون مستفيدة من وفرة الموارد الطبيعية والطاقة المتجددة والبنية التحتية المتطورة، إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز ضمن سلاسل الإمداد العالمية.
وأشاد اللوغاني، بتبني بعض الدول الأعضاء سياسات ومبادرات عملية تدعم تطوير إنتاج هذا الوقود منخفض الكربون؛ مما يعزز فرصها في تعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعن الدراسة الجديدة التي أصدرتها المنظمة بعنوان "الميثانول منخفض الكربون ودوره في التحول الطاقي".. أوضح الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة، أن الدراسة استعرضت الأبعاد الفنية لإنتاج الميثانول منخفض الكربون مبينة إمكانية تصنيعه باستخدام الهيدروجين الأخضر الناتج من التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الكهرباء المتجددة إلى جانب استخدام ثاني أكسيد الكربون الملتقط من المنشآت الصناعية أو المصادر الحيوية.
وذكر أن الدراسة خلصت إلى أن الميثانول منخفض الكربون يمثل خيارا استراتيجيا واعدا يجمع بين الكفاءة البيئية والمرونة التقنية والجدوى الاقتصادية؛ مما يعزز دوره كركيزة أساسية في مسارات التحول نحو اقتصاد طاقي مستدام ومنخفض الانبعاثات.