رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رمزية الحارة وشخوصها عند نجيب محفوظ

19-8-2025 | 13:30


أيمن رجب طاهر

أيمن رجب طاهر

إذا كانت الثلاثية هي التاج الذي وضعه نجيب محفوظ على إنتاجه الأدبي، فإن (ملحمة الحرافيش) هي دُرّة هذا التاج، وأروع ما كتب عظيم الرواية العربية لما تشتمل عليه من رموز ثرية لا تسقط مهما مر الزمن.

تمتد رواية الحرافيش لعشرة أجيال، وعشر حكايات، تتخذ من الحارة مكانًا رامزًا جامعًا بين الواقعية والرمزية، بنكهة روحية صوفية، وفلسفة ثورية، ترسم ملامح النفس الإنسانية بضعفها وقوتها، بصراعاتها وتوافقاتها، واسم الرواية (الحرافيش) يكتسب رمزية من دلائل مفهومها؛ فالحرافيش كمفهوم يُشير إلى طبقة مسحوقة من فقراء الناس البؤساء والمحرومين من قاطني الحارات، الذين لا يملكون سوى كدحهم، وبالكاد قوت يومهم، فيعيشون حياة الكفاح من أجل الحفاظ على أنفاسهم المترددة بين جنبات صدورهم.

فحكاية (التوت والنبوت)، صوّر فيها محفوظ ثورة الحرافيش على فتوة الحارة المُستبدّ الظالم وعصابته وحلفائه، ومن خلال أحداث الثورة وحوارات الحكاية، قدّم رؤيته الخاصة لفلسفة الثورة، التي تعود جذورها إلى أسطورة (عاشور الناجي) في الحكاية الأولى.

الحكاية الأولى: (عاشور الناجي)، فتوة الحارة الصالح العادل، الذي يملك القوتين الجسدية والروحية، وينشر الخير ويُقيم العدل في الحارة، ويأخذ الإتاوة من أموال الأغنياء ليردّها إلى فقراء الحرافيش، كرمزٍ للحاكم الصالح أو المستبدّ العادل، ولكنه يختفي فجأة بطريقة غامضة تُبقي للأسطورة إبهامها، فيظل أهل الحارة مُتعلقين به – كرمزٍ للشعب – واشتاقوا إلى عودته، أو بظهور فتوة صالح عادل من ذريته يُعيد الحارة إلى عهدها السعيد، في إشارة رمزية إلى انتظار المُخلّص، فلا يظهر إلا في الجيل العاشر من ذريته والحكاية العاشرة من الرواية، باسم جدّه الأول نفسه (عاشور الناجي)، وهي فكرة مغروسة في الوجدان الشعبي، ومدفونة في العقل الجمعي، يدل عليها التراث الإنساني للشعوب، يُنعشها طول أمد الظلم والقهر والإحباط، فتظهر الحاجة إلى المُخلّص الفرد – الرجل الكامل والبطل العظيم – كحاجةٍ نفسية للشعوب المقهورة، وكحلم للحارة المطحونة، يعوّضهم بانتظار البطولة الفردية (عاشور الناجي) عن المبادرة إلى البطولة الجماعية (الثورة الشعبية)، لتغيير واقعهم السيئ.

عاشور الناجي الثاني رفض فكرة البطولة الفردية الموجودة في انتظار المُخلّص جدّه عاشور الناجي الأول، المهدي المنتظر الخاص بالحارة، واعتبرها سبب العجز والسلبية، المسؤولة عن استمرار حكم الفتوة المستبدّ الظالم، حسونة السبع، للحارة، ولذلك قام بإقناع حرافيش الحارة بالمبادرة إلى الثورة ضد الفتوة وعصابته، وصحّح أفكارهم ومعتقداتهم بأنّ ما يحتاجون إليه للحياة الحرة الكريمة هو القوة لا رغيف الخبز، وهنا يظهر الفرق بينه وبين جدّه.

ما قام به عاشور الناجي مع الحرافيش، بإعادة ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التغيير، ولم يترك وسيلةً لكسر حاجز الخوف لديهم، حتى الأحلام، فقصّ عليهم حلمه: "لقد رأيتُ حلمًا عجيبًا، رأيتكم تحملون النبابيت"، فنجح عاشور الناجي في دفعهم إلى الثورة، كما وصفها نجيب محفوظ بالمفاجأة التي تدهم الحارة كالزلزال، انهمر الحرافيش من الحارات والخرابات والأزقة صائحين ملوّحين بما صادفته أيديهم من أخشاب ومقاعد وعصيّ، فاجتاحوا رجال السبع، بعد أن انتزعوا الخوف، فثاروا عليه ونزعوه من واقعهم.

ومن المعروف أن من أهم أُسس الثورة [الهدم والبناء]، وهذا ما انتبه إليه نجيب محفوظ في الحكاية الأخيرة للرواية؛ فعندما انتصرت ثورة الحرافيش بقيادة عاشور الناجي على الفتوة حسونة السبع وعصابته، انتقلت الثورة من هدم النظام القديم إلى بناء النظام الجديد مباشرة؛ "...التفّ الحرافيش حول فتوتهم، وانتصب بينهم مثل البناء الشامخ، توحي نظرة عينيه بالبناء لا بالهدم والتخريب، وسرعان ما ساوى بين الوجهاء والحرافيش... وجدّد عاشور الزاوية والسبيل والحوض والكتّاب، وأنشأ كُتّابًا جديدًا ليتّسع لأبناء الحرافيش"، وعندما نصحه الوجهاء بإبعاد الحرافيش وتفريقهم لإضعافهم، ردّ عليهم بقوله: "العدل خير دواء"، ليكتمل معنى البناء عنده: البناء المادي مثل كُتّاب الحارة وسبيل الماء، والبناء المعنوي بالعدل والمساواة.

رمزية ثورة الحارة عند نجيب محفوظ، في (التوت والنبوت)، رمزية كامنة في أسطورة عاشور الناجي كرمزٍ للبطولة الفردية المنتظرة لإنقاذ الحارة، تم إبدالها بالبطولة الجماعية؛ ليكون حرافيش الحارة بالثورة الشعبية هم الأبطال الحقيقيون.

لقد ابتدع نجيب محفوظ من وحي خياله شخصيات الحارة الخالدة، لها بصمات واضحة وملامح لا تنمحي، بل تزداد جلالًا مع الأيام كلما مر الزمن؛ لأن أكثر هؤلاء الأبطال شخصيات واقعية، قد نصادف مثلها في حياتنا، محتفظة بقيمة الرمز وثراء الدلالة، فهي ليست مسطحة، بل شخصيات عميقة، متعددة الدلالات الرمزية، تلك الشخصيات تجدها في أي فضاء زمكاني، بصور مختلفة في ملابسها أو وظائفها، وأوضاعها الاجتماعية، وملامحها الشكلية والظاهرية، ولكنها متفقة من حيث الرمز المشترك فيما بينها، والمضمون الدلالي.

ومن خلال هذا الطرح نقدم إطلالات على بعض هذه الشخصيات لاستجلاء حقيقتها وقيمها الرمزية، التي تدور في الظاهر حول الإنسان، بينما تُخفي في باطنها فلسفة وحكمة وخرافة ورمزًا، فبعض هذه الشخوص جذابة، صادمة، حالمة، مراوغة، وبعضها خيّر وظاهره الشر، وبعضها في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب. في ملحمة الحرافيش الرائعة يجتمع الكثير والكثير من هذه النماذج لشخصيات مختلفة، مثل:

الحرافيش:

حرافيش الحارة عند نجيب محفوظ هم أولئك الضعفاء الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، هم العمال الكادحون، من أجل لقمة العيش التي ينتزعها من بينهم الفتوات على شكل إتاوات، لا تبقي لهم إلا ما يسد الرمق.

فَيُرمَز بهم إلى عامة الشعوب المستكينة المستضعفة المغلوبة على أمرها، التي لا حيلة لها سوى الإذعان والاستكانة والتسليم للفتوات باستباحة كل شيء: المال، والكرامة، والعرض، والدم أحيانًا، دون مقاومة خوفًا من بطشهم الذي جربوه وعاينوه، فمن يعترض أمرًا للفتوة على زيادة الإتاوة يكن مصيره الضرب والإهانة والإذلال، وقد يُطرَد من الحارة ويصبح شريدًا بلا مأوى، وقد يُعثَر على جثته في إحدى الطرقات المظلمة مطعونًا مغدورًا، ثم تُقيّد الجريمة ضد مجهول رغم أن القاتل معروف.

شيخ الحارة:

قد يظنه القارئ شيخ مسجد أو زاوية، ولكن الحقيقة أن صاحب هذا اللقب هو ممثل الحكومة وعينها على سكان الحارة، ووظيفته الإبلاغ عن أي جريمة تحدث، والحفاظ على نظام الحارة، وهو الذي يجمع التحريات عن كل سكان الحارة، ويعرف أسرار الصغير والكبير، و(شيخ الحارة) له عينان يفتحهما تجاه أشخاص وحوادث، ويُغمضهما عن أشخاص آخرين وأحداث أخرى، فهو في الحقيقة عونٌ للفتوة ورجاله في طمس معالم جرائمهم، وتلفيقها لغيرهم من أهل الحارة المعادين للفتوة، فهو مساعد للظالم على ظلمه، ونصير له على المظلومين.

في مقابل ذلك يتحصّل على نصيب معلوم من الإتاوة، على سبيل الرشوة والإكرامية، فكلما كان الفتوة ظالمًا قاسيًا وجد معه مصلحته، وحينما يكون الفتوة حريصًا على تحقيق العدل والمساواة لا يجد معه سبيلًا للتربح والتميّز، وهم في المجمل لم يفرّق أحدهم كثيرًا عن الآخر، فهي شخصية نمطية مهما اختلفت الأسماء والشخوص.

صاحب الخمارة:

لم تخلُ قصة من قصص الحرافيش من وجوده، فهو رمز للشر في مقابل إمام الزاوية الذي يمثل جانب الخير، فهو يأوي المساطيل والمخمورين، ويُقدّم لهم قرعة البوظة، وهي الخمور الشعبية الرخيصة المصنوعة من الخبز المتعفن بعد تخمّره، وهو شخصية ثانوية في المجمل، فيما عدا شخصية (درويش زيدان) الذي تربّى مع عاشور الناجي في بيت أخيه الشيخ عفرة زيدان، ثم عمل قاطعًا للطريق، ثم صاحب أول خمارة في الحارة، وهو الذي تولى فتونة الحارة بعد حبس عاشور. إنه المعادل الموضوعي لعاشور الناجي من حيث تجسيده للشر في مقابل تمثيل عاشور جانب الخير، وهو أيضًا رمز للغواية.

عاشور الناجي:

يُعدّ عاشور الناجي من أهم شخصيات ملحمة الحرافيش، ومن أكثرها إثارة للإعجاب والدهشة، وأشدها قوة وتأثيرًا في الوجدان، وفي خيال من سمعوا حكايته من آبائهم في الأجيال اللاحقة، لذا فهو البطل الحقيقي من القصة الأولى حتى الأخيرة، وبطلها يحمل نفس الاسم (عاشور الناجي) ليكون عودًا على بدء.

فقد كانت للبطل الرئيس طباعٌ جميلة من حُسن الخلق، برغم أنه كان لقيطًا عثر عليه الشيخ عفرة الأعمى مُلقى في الشارع، فقام بتبنّيه وتربيته وتعليمه، وتحفيظه سورًا من القرآن، فنشأ محبًا للخير، يتصف بفضائل الأخلاق، مبتعدًا عن كل ما يُغضب الله، فاكتسب فطرة نقية وأخلاقًا سوية، عاش بها بين الناس فأحبوه واحترموه، ثم عُرف بالناجي؛ لنجاته من الوباء الذي أصاب الحارة وأطاح بكل من فيها، نتيجة اعتقاده في حلم رآه، ففرّ بزوجته وابنه إلى الصحراء، ثم عاد إلى الحارة ليجدها خاوية على عروشها، بلا بشر ولا حياة، وقد فني كل من فيها تاركين بيوتهم، فاختار بيتًا فارهًا كان يسكنه أحد الأثرياء الفانين، فانتقل للعيش فيه مع أسرته، وبعد وقت استقبل سكانًا جددًا بالحارة، فآواهم وعاونهم بالقوت، ووفّر لهم سبل العيش وفرص العمل، وصار فتوة للحارة من طراز مختلف، يعطف على الفقراء، ويحنو على الضعفاء، وفي الوقت نفسه ظل يعمل، وألزم رجاله بالكسب من العمل كسائق عربة كارو، دون استخدام أساليب البلطجة التي اتبعها الفتوات ورجالهم، وقصر جمع الإتاوات على الأثرياء ليوزعها على الفقراء، ووفّر لكل عاطل عملًا يعتاش منه، وقوته أغنته عن منازعة الخصوم ومنافستهم، فسلموا له بأحقيته في الفتونة دون حاجة إلى قتال أو شجار، فاستخدم قوته في إحقاق الحق وإعادته لأصحابه، وكان شعاره: «إن مال الله لا بد أن يُوزّع على عباد الله».

وبنى زاوية للصلاة، وسبيلاً، وحوضًا ليشرب منه الناس والدواب، فأكبروه واعتبروه سيدهم، ورفعوه إلى كرسي الفتوة، حتى عندما دخل السجن مدة عام بتهمة استيلائه على القصر، انتظروا عودته بفارغ الصبر، ثم استقبلوه استقبال الفاتحين ليعود فتوتهم وسيدهم، المغدق عليهم من مال الله.

وعاش الجميع في رغد الحياة في ظل الفتوة العادل العاقل التقي، إلى أن جاء يومٌ استيقظوا فيه فلم يجدوه، انتظروه يومًا بعد يوم ولم يعد، فاعتبره بعضهم ميتًا، والبعض الآخر أشاعوا أن اختفاءه إحدى كراماته، ورفعوه إلى منزلة أولياء الله الصالحين، وظلت سيرته عطرة، محببة إلى النفوس، البعض يحلم بعودته، والبعض يحلم بمن يخلفه ويعيد سيرته، الحلم غير قابل للتكرار.

فتحول عاشور الناجي من مجرد شخص في رواية إلى رمز كبير، وقيمة للحاكم القوي المهيب في غير عنف أو صلف، العادل العطوف المحتوي، المحب للفقراء، والراعي مصالحهم، كأنه أبوهم وكأنهم أولاده، وعندما اختفى بقيت سيرته حيّة لا تموت.

شمس الدين الناجي:

يأتي شمس الدين عاشور الناجي في القصة الثانية من الملحمة؛ ليثبت أن الدنيا ما زالت بخير، فهو من ينطبق عليه تمامًا قول: «خيرُ خلفٍ لخيرِ سلف»، فقد نشأ في حجر أبيه، ولمس مدى الحب والاحترام الذي حظي به حيًّا وذُكر به ميتًا، فكان رمزًا ومَثَلًا أعلى له فوق كونه أبًا. وقد حرص عاشور على إعداده، فأرسله صغيرًا إلى الكُتاب، ليحفظ ما تيسّر له من القرآن الكريم، وفي الوقت نفسه لم يُهمِل جانب القوة، فعلمه ركوب الخيل، واللعب بالعصا، والمصارعة.

ولما كبر شمس الدين أدرك قوة أبيه، فسرعان ما ارتطم بالتناقض الحاد بين عظمته وبين حياته الفقيرة الكادحة.

وقد خلف شمس الدين أباه راعيًا للحرافيش، شاكمًا للسادة والأعيان، كما اشتغل رجاله بكل حرفة، ومن أموال الإتاوات جدّد الزاوية، وأنشأ كُتّابًا جديدًا. وقد قضى عمره وفيًّا لعهد أبيه عاشور، فرعى الحرافيش بالرحمة والعدل والحب، وعُرف بينهم بالتقوى والعبادة وصدق الإيمان، وأصبح اسم "الناجي" مرادفًا عندهم للخير والبركة والصلاح.

وحين وهن وشاخ، خاض أبناؤه معركة مع أحد فتوات الحي دون علمه، فإذا بشمس الدين يقتحم المعركة ويتصدّرها، ويقصد فتوة العطوف ويقارعه، ويضربه عدة ضربات أنهت المعركة بنصر حاسم، ليثبت أنه ما زال الفتوة ذا البأس والقوة رغم شيخوخته.

ولكنه سرعان ما قضى نحبه وهو في نشوة الانتصار، وبقيت ذكرى فتوته النقية العادلة رمزًا خالدًا مثل فتونة أبيه العظيم، وبفضله وبفضل أبيه عاش في وجدان الحارة رمزًا ومثلًا أعلى على مرّ الأزمان.

سماحة الناجي:

شخصية عجيبة، من أكثر شخصيات نجيب محفوظ بؤسًا وشقاءً وإثارة للحزن والأسى والشفقة، فقد اجتمعت في قصته مجموعة من العوامل والأحداث والصراعات التي جعلت منه إنسانًا سيئ الحظ، فهو وإن كان سليل عائلة عاشور الناجي، إلا أنه نشأ في أسرة بعيدة عن الفتونة، وكان الفتوة (الفللي) يضطهدهم خوفًا من أن يخرج منهم من يطمح إلى استعادة مجد جدهم عاشور.

ولكن سماحة ابتعد عن التجارة، ولم يشتغل بها، وتعلّق بأهداب الفللي فتوة الحارة، الذي سعى لأن يكون أحد رجاله، فلقى ترحيبًا حذرًا منه، وفي الوقت نفسه لقي موجة من السخط من إخوته وعمه خضر، إذ إنه يُعرّض تاريخ العائلة ورمزها إلى الضياع.

فتح الباب الناجي (اللص الشريف):

في القصة التاسعة من ملحمة الحرافيش، قصة مؤثرة ذات رمز ودلالة عميقة، بطلها من طراز مختلف، أقرب إلى الحلم منه إلى الحقيقة، أقرب إلى الشخصيات الأسطورية التي ترى الدنيا من منظار خاص.

فتح الباب الناجي، ذلك الطفل الذي تربّى بعيدًا عن أمه التي تزوجت بعد وفاة أبيه شمس الدين، وتخلى عنه أخوه الفتوة سماحة الناجي، فتولت تربيته أرملة من عائلة الناجي لم تنجب، وحكت له قصص بطولات من سيرة عاشور الناجي، وكيف كان يحنو على الفقراء ويأخذ من الأغنياء ليعطيهم، ووفّر لهم العمل، فلم يدع عاطلًا بينهم إلا وشغّله، فنشأ مفتونًا بجده عاشور، ويعتبره رمزًا ومثله الأعلى في الحياة.