صوم السيدة العذراء.. طقس روحي يختتمه الأقباط اليوم
ينهي الأقباط اليوم صوم السيدة العذراء مريم، أحد أبرز الأصوام الكنسية وأكثرها قدسية لديهم، إذ يحتل مكانة خاصة في وجدانهم، لا سيما السيدات، لما يحمله من أبعاد روحية وشعبية عميقة.
ما هو صوم السيدة العذراء؟
تحتفل الكنيسة في أول مسرى (7 أغسطس) بصوم السيدة العذراء، ويستمر لمدة 15 يومًا، وهو صوم يهتم به الشعب اهتمامًا كبيرًا، ويمارسه بنسك شديد، وذلك لمحبة الناس الكبرى للعذراء.
وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن "صوم السيدة العذراء هو المحطة الثانية الصيفية، المحبب للجميع، في أشكاله المختلفة، يتميز بوجود نهضات روحية في كل الكنائس هدفها النهوض والقيام من غفلة الخطية، والتمتع بفضائل العذراء".
ويُعد صوم العذراء مجالًا للنهضات الروحية في كل الكنائس القبطية، حيث يُعد له برنامج روحي يتضمن عظات يومية وقداسات في الكنائس.
كما يُقام عيد كبير للسيدة العذراء في كنيستها الأثرية بمسطرد، وتُقام أيضًا أعياد لقديسين آخرين في هذه الأيام، مثل: عيد القديس مارجرجس في دير ميت دمسيس، وعيد القديس أبَا مقار الكبير، وعيد القديس مارجرجس في ديره بالرزيقات.
وفي الفترة نفسها تُقام أعياد لقديسات مشهورات: القديسة بائيسة (8 أغسطس)، القديسة يوليطة (12 أغسطس).
كما يُحتفل بعيد التجلي المجيد يوم 19 أغسطس، وتذكار بشارة الملاك جبرائيل للقديس يواقيم بميلاد مريم البتول في 13 أغسطس.
ولا يُعد صوم العذراء المناسبة الوحيدة التي تحتفل بها الكنيسة لأجلها، إذ يحفل أيضًا شهر كيهك بمدائح وتماجيد وابصاليات للعذراء مريم.
اهتمام مصري
ويهتم الأقباط في مصر بهذا الصوم، اهتمامًا كبيرًا يفوق الوصف، حيث يصومه كثيرون بالماء والملح فقط، بينما يضيف آخرون أسبوعًا ثالثًا كنوع من النذر، وهناك من ينذر صومًا انقطاعيًا.
ويأتي هذا الاهتمام أولًا من محبة الأقباط للعذراء التي زارت مصر وباركتها، وتركَت آثارًا لها في مواضع متعددة، وثانيًا من كثرة المعجزات التي حدثت في مصر بشفاعتها، مما جعل الكثيرين يستبشرون ببناء كنائس على اسمها.
ويذكر أن الرسل أنفسهم صاموا هذا الصوم حين رجع توما الرسول من الهند وسألهم عن العذراء، فأخبروه أنها انتقلت، وعندما ذهبوا للقبر لم يجدوا جسدها، فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، ليصبح عيد العذراء يوم 16 مسرى.