كنوز من الفخار تحكي التاريخ | تماثيل "التاناغرا" في المتحف القومي للحضارة المصرية
تواصل مصر إبهار العالم بتراثها العريق الذي يمتد عبر آلاف السنين، حيث تحتضن مجموعة نادرة من القطع الأثرية التي تعكس براعة الإنسان المصري في النحت والتصميم، من التماثيل والخناجر إلى الأعمدة والحلي، وبين هذه الكنوز، تبرز تماثيل التاناغرا كواحدة من التحف الفنية التي تسرد جانبًا من الحياة اليومية في العصور القديمة.
تماثيل "التاناغرا" سُميت نسبةً إلى مدينة تاناغرا اليونانية، وتُعد من أبرز القطع التي تعود إلى العصر اليوناني-الروماني، تحديدًا إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
صُنعت هذه التماثيل من الفخار، وعُثر عليها في المقابر والمنازل، ما يعكس استخدامها في الحياة اليومية، ويمنحها قيمة تاريخية وفنية فريدة. وتُظهر هذه التماثيل ملامح الموضة، والملابس، وتسريحات الشعر، مما يجعلها نافذة حية على تفاصيل الحياة الاجتماعية في تلك الحقبة.
عرف المصريون القدماء بمهارتهم الفائقة في النحت وصناعة الحلي، ولم يقتصر إبداعهم على عصر الفراعنة، بل امتد ليشمل العصور التالية، حيث استمرت مصر في إنتاج قطع أثرية تحمل بين تفاصيلها قصصًا مدهشة عن الإنسان والمجتمع.
ويُعرض عدد من هذه التماثيل في المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي يُعد من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وأول متحف مخصص لعرض مجمل الحضارة المصرية عبر العصور.
يضم المتحف مقتنيات أثرية تغطي مراحل تاريخية متعددة، من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالعصر الفرعوني، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، وصولًا إلى العصر الحديث والمعاصر. كما يحتوي على قاعات متخصصة، أبرزها قاعة المومياوات الملكية وقاعة النسيج المصري.