"ليبراسيون": على الأوروبيين التخلي عن موقف الترقب والانتظار بعد إعلان المجاعة في غزة
أكدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن الوقت قد حان لتحرك المجتمع الدولى بعد إعلان فريق الخبراء المُفوض من الأمم المتحدة في تقرير رسمي أن مناطق معينة من قطاع غزة قد دخلت في حالة مجاعة .
وقالت "ليبراسيون" ـ فى افتتاحيتها اليوم ـ إنه بإعلان الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة أن مدينة غزة، وأجزاء من جنوب ووسط القطاع الفلسطيني، "في حالة مجاعة" فإنهم بذلك يؤكدون حدوث مجاعة تقوم بها دولة عضو في الأمم المتحدة ضد سكان مدنيين خلال فترة الحرب مشيرة إلى أنه نادرًا ما نجد ظروف تاريخية لهذا الوضع (مثل ما حدث في الصومال والسودان).
وأشارت الصحيفة ـ فى هذا الصدد ـ إلى أن أهوال الحربين العالميتين الأولى والثانية، مثل حصار لينينجراد ـ (حصار القوات النازية الألمانية لمدينة لينينجراد (سانت بطرسبرج حالياً) الذي استمر 872 يوماً) ـ دفع المجتمع الدولي إلى اعتماد سلسلة من المعاهدات التي تهدف إلى منع تكرار مثل هذه الأعمال.
وقالت إنه من غير المعقول أن يكون لأي شخص الحق في تجويع آلاف الأطفال الأبرياء بدافع حسابات سياسية أو تغافل أو انتقام.
وأضافت أن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهو معهد خبراء مفوض وممول من الأمم المتحدة، أكد في هذا التقرير المفصل للغاية أنه لا يملك صلاحية استخلاص استنتاجات سياسية. لافتة إلى أن هذا العجز الواضح في مواجهة هذه المجاعة وهي كارثة من صنع الإنسان هو تحديدًا ما يعزز إحباط وغضب المراقبين الغربيين.
وأشارت "ليبراسيون" إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يتحمل مسئولية جسيمة في استخلاص الاستنتاجات اللازمة من التقرير المقدم إليه، ويبدو أنه بدأ في الساعات الأخيرة مفاوضات تهدف إلى وقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على غزة وإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء الحصار.
واختتمت الصحيفة قائلة: يجب على الأوروبيين التخلي عن موقف الانتظار والترقب، وهو ما يبدو أن ألمانيا تبدي استعدادًا متزايدًا للقيام به. أما الإسرائيليون، فعليهم تجاوز منظور الألم والصدمة لديهم، وتجاهل إغراء الإنكار، والاعتراف بأن المجاعة في غزة مسئوليتهم.. هذا هو الحد الأدنى، نظرًا لأن التقرير يحذر من أن المجاعة ستصل إلى مناطق أخرى من القطاع في أقل من شهر.