جيلي عبد الرحمن.. شاعر المهجر الجديد وصوت السودان في مصر
في مثل هذا اليوم، 24 أغسطس 1990، رحل عن عالمنا الشاعر والمفكر السوداني جيلي عبد الرحمن، أحد أبرز الأصوات الشعرية والنقدية في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي شكّل مع رفاقه تيارًا أدبيًا حمل هموم الوطن والإنسان، وعبّر عن قضايا التحرر والهوية في سياق شعري حداثي.
وُلد جيلي عبد الرحمن عام 1931 في قرية صاي شمال السودان، لكنه نشأ في أنشاص الرمل بمحافظة الشرقية المصرية، بعد أن هاجر والده إلى مصر عام 1934.
تلقى تعليمه الأولي في الكُتّاب، ثم التحق بالأزهر الشريف عام 1947، وهناك بدأ يتشكل وعيه الثقافي والسياسي، متأثرًا بصالونات المفكرين مثل سلامة موسى و خالد الجرنوسي.
دخل عالم الصحافة مبكرًا، وعمل في جريدة الشعب مع عبد الرحمن الشرقاوي، ثم ترأس القسم الأدبي بجريدة المساء من 1956 حتى 1961.
في عام 1962، سافر إلى الاتحاد السوفيتي، حيث التحق بمعهد مكسيم غوركي للأدب، وحصل على الماجستير والدكتوراه في النقد الأدبي من أكاديمية العلوم السوفيتية.
تنوّعت مساهماته بين الشعر، والنقد، والترجمة، حيث ترجم أعمالًا أدبية من الروسية إلى العربية، وعمل أستاذًا في جامعات عدن والجزائر، وكان له حضور ثقافي في مصر واليمن والجزائر، وارتبط بعلاقات واسعة مع مثقفي العالم العربي.
من أبرز أعماله:
- ديوان "قصائد من السودان" (1956) بالاشتراك مع تاج السر الحسن
- قصيدة "هجرة من صاي" التي لمع بها اسمه
- قصيدة "مولد" التي نُشرت في روز اليوسف عام 1955، في حدث غير مسبوق آنذاك أن تنشر "اليوسف" شعرا.
- كان يستعد لإصدار ديوانه الثالث "بوابات المدن الصفراء" قبل وفاته
عانى في سنواته الأخيرة من الفشل الكلوي، وظل يتلقى العلاج في المستشفيات المصرية حتى رحيله في القاهرة عن عمر ناهز 59 عامًا.
وقد وصفه النقاد بأنه من شعراء "المهجر الجديد"، إلى جانب محمد الفيتوري ومحيي الدين فارس، واعتبره محمد النويهي من الأصوات التي أعادت تشكيل الشعر العربي الحديث.