أنهت لجنة المصالحات بالأزهر الشريف بالتعاون مع مديرية أمن سوهاج، الخلاف بين عائلتي الحرارزة والرمضانة بقرية الشورانية بمركز المراغة بعد خلاف دام 40 عامًا، بحضور الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، واللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، واللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج، والشيخ محمد زكي بداري الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية ولجنة المصالحات بالأزهر.

يأتي ذلك في إطار مساعي الأزهر لحقن الدماء والقضاء على المعتقدات والأفكار المتصلبة برعاية الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية.

وفي كلمته، هنّأ وكيل الأزهر أهالي قرية الشورانية بالصلح، مشيدًا بإصرار العائلات في صعيد مصر، خصوصًا في محافظة سوهاج على تسوية النزاعات العائلية وإنهاء كل الخصومات الثأرية التي لم يأتِ من خلالها إلا الخراب وانعدام الأمن والأمان.

وقال شومان إن إتمام الصلح دليل قوي على ارتفاع مستوى الفكر والوعي بأهمية حفظ الأمن وحماية الأرواح من أفكار وأفعال تخالف كل الشرائع السماوية، وهي إرهاق النفس البشرية، موضحًا أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، لتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية تسهم في رفع المعاناة عن المواطنين وتحقق لهم مستوًى معيشيًّا يليق بهم، وهو ما تحقق بالفعل خلال السنوات الأخيرة.

وأكد وكيل الأزهر أن شريعة الإسلام لا تقبل وجود خصومات بين أتباعها، ولكن ما يحدث من خلافات ناتج عن طبيعة النفس البشرية، ومن نعم الله عز وجل علينا أن جعل بيننا العقلاء والحكماء لننهي هذه الآلام، مضيفًا أن إتمام عملية الصلح بين العائلات تطوي صفحات مرت بما لها وعليها وتأتي بصفحات بيضاء للعيش في أمن وأمان.

وشدد شومان على أن النزاع والقتال بين العائلات يقضي على نعمة تمام الدين بين المتخاصمين ويؤدي إلى غضب المولي عز وجل، محذرًا من خطورة ذلك، ومطالبًا جميع العائلات التي توجد بينها مشاحنات إلى إعمال العقل والحكمة والسعي لإتمام الصلح ابتغاء لمرضات الله، مشددًا على أن مقاومة أصحاب النوايا السيئة الذين يسعون للإيقاع بين العائلات أمر واجب على الجميع، مشيرًا إلى أن ثمار الصلح سيحصدها شباب اليوم والغد بعد أن يتحقق بينهم الأمن والأمان، موجهًا الشكر إلى أعضاء لجنة المصالحات وأهل الفضل ومديرية الأمن، لسعيهم الجاد في وأد الخصومات وتحقيق الصلح بين أبناء سوهاج.

ومن جانبه، قال اللواء عمر عبد العال مدير أمن سوهاج، إن الأزهر ووزارة الداخلية تبذلان معًا جهودًا كبيرة، لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات في صعيد مصر، تحقيقًا للأمن والأمان للمواطنين بمعاونة أهل الخير بتلك البلاد، مؤكدًا استمرار جهود مديرية أمن سوهاج ولجنة المصالحات بالأزهر في إتمام مبادرة سوهاج خالية من الثأر.