«الشياطين الأربعة» يتلاعبون بمقدرات القارة الإفريقية.. هناك مُخطط لنهب ثرواتها.. «تركيا» تبحث عن زعامة إقليمية.. «إيران وقطر وإسرائيل» يعمقون تواجدهم.. ولابد من التحرك لحماية مصالح مصر
خبير عسكري: قطر وتركيا يحاولان السيطرة على
أمن البحر الأحمر
مستشار أكاديمية ناصر: تركيا تحاول إيجاد
زعامة إقليمية عن طريق إفريقيا
خبير عسكري: القارة الأفريقية مطمع لثلاث قوى
تعمل بشكل منفصل
كانت
القارة الأفريقية خلال الأيام القليلة الماضية وجهة كل من الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بجولة شملت ثلاثة دول هي السودان وتونس وتشاد، وسبقه أمير قطر في جولة
شملت 6 دول، فيما أكد خبراء استراتيجيون أن أفريقيا هي مطمع لعديد من القوى
الإقليمية منها إسرائيل وإيران وتركيا وقطر.
واتفق عسكريون أن تواجد هذه الدول في القارة
السمراء هو محاولة للتأثير على أمن مصر القومي من خلال العمق الأفريقي، بما ذلك
محاولة التأثير على البحر الأحمر، موضحين أن القيادة السياسية متيقظة لهذه
المحاولات وتتحرك سياسياً ودبلوماسياً لتعميق العلاقات مع دول أفريقيا.
طمع ثلاثي
اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات
الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا قال إن التحرك القطري والتركي في أفريقيا
مؤخراً يهدف إلى خلق مصالح مع دول القارة، ومحاولة لحصار مصر من جهة الجنوب،
والتأثير على المصالح "المصرية - الأفريقية".
وأضاف الخبير العسكري في تصريحات
لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الدول تحاول تهديد الأمن القومي المصري وخاصة ملف
«المياه» بالتعاون مع إثيوبيا ودول حوض النيل، لخلق مصالح مشتركة بين قطر وتركيا،
لإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر والتأثير على قناة السويس.
وأكد عز الدين، أن مصر ترصد المتغيرات وإن كانت
قد أهملت العمق الجنوبي للقارة الأفريقية خلال الفترة الماضية، فإنها عادت
للاهتمام خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وبدأت بناء تعاون مثمر مع دول
القارة، مضيفاً أن القارة الأفريقية مطمع لثلاث قوى تعمل بشكل منفصل ومتنافس في
الوقت ذاته هي "تركيا وإيران وإسرائيل."
وأوضح أن زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان
الأخيرة للسودان، أكدت هذا الهدف بعدما قرر الرئيس السوداني تخصيص جزيرة
"سواكن" كمنطقة نفوذ تركية، مشيراً إلى أن هذا التحرك جاء بعد تعاون مصر
مع قبرص واليونان، وهي دول في المجال الحيوي لتركيا وتحاول الرد على ذلك بالاتجاه
إلى العمق الأفريقي.
واختتم بالإشارة إلى أن إسرائيل أيضاً تحاول
تقوية تواجدها في أفريقيا منذ السبعينيات من القرن الماضي، بإقامة علاقات وتعاون
مع أريتريا وإثيوبيا ومحاولة التأثير على المصالح المصرية المائية، كما أن إيران تحاول
التأثير على باب المندب وحركة الملاحة في البحر الأحمر، بوسيلتين "دعم
الحوثيين في اليمن" و"التعاون مع الدول الأفريقية المطلة على البحر
الأحمر".
زعامة إقليمية تركية في
أفريقيا
قال اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية
ناصر العسكرية، إن دول إقليمية مثل قطر وتركيا وإيران وإسرائيل تتبع استراتيجية
للتوغل في دول أفريقيا وهذا التواجد يشكل تهديد مباشر وغير مباشر على الأمن القومي
المصري، مضيفاً أن تركيا على سبيل المثال لها قاعدة عسكرية في الصومال ولها تواجد
تسعى لتعميقه في دول أفريقية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"
أن البعد الأفريقي هو أمن قومي لمصر والقيادة السياسية تمتلك استراتيجية ورؤية
لحجم التحديات والتهديدات ومصدرها، مضيفاً أنه للتعامل مع هذا توسعت في تسليح
الأسطول البحري وقسمته إلى أسطولين أحدهما في الشمال بالبحر المتوسط والآخر في
الجنوب بالبحر الأحمر.
وأضاف العمدة أن القارة الأفريقية تحاول بعض
الدول اتخاذها مرتعاً لها واستغلالها لصالحها لأنها مصدر هام للثروات والمعادن،
مؤكداً أن إسرائيل تتوغل في أفريقيا منذ عقود وكذلك تركيا بعد توتر العلاقات بينها
وبين مصر في السنوات الأخيرة، واتفاقها الأخير مع السودان وإدارة جزيرة "سواكن"
هو محاولة منها لإحياء الخلافة العثمانية مرة أخرى.
وأكد أن تركيا غير مسموح لها بالانضمام
للاتحاد الأوروبي ولذلك تحاول إيجاد زعامة إقليمية لنفسها بعد أن تعمقت العلاقات
المصرية مع كل من قبرص واليونان، مضيفاً أنها تحاول تضييق الخناق على مصر من خلال
دول مجاورة إلا أن السودان أمن قومي لمصر وعلاقاتها معها لها أهمية.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر إلى أن مصر لها
خطوات قوية لدعم السودان منها محاولة تهدئة الأوضاع في جنوب السودان والاتفاق بين
أطراف النزاع الذي ترعاه مصر وكذلك نجاحها من خلال عضويتها في مجلس الأمن في رفع
العقوبات عن السودان، موضحاً أن أية مناورات عسكرية سودانية قطرية تركية مشتركة هي
تهديد للأمن القومي المصري.
وأوضح أن مصر تولي الدول الأفريقية
والعلاقات معها أهمية خاصة سواء على جانب التحركات السياسية أو الجانب الدبلوماسي
متمثلاً في وزارة الخارجية، مشيراً إلى اهتمام المجلس المصري للشئون الخارجية
بالعمق الأفريقي والارتقاء بالعلاقات معها.
التأثير على أمن البحر الأحمر
فيما قال اللواء نبيل ثروت، الخبير العسكري،
إن مصر تدرك أن هناك دولاً متعددة تسعى للإضرار بمصالحها منذ فترة طويلة، منها
"إيران وتركيا وإسرائيل وقطر"، وللتعامل مع ذلك تحاول الدبلوماسية
المصرية ووزارة الخارجية إذابة الفتور في العلاقات مع الدول الأفريقية.
وأضاف في تصريحات لـ"الهلال
اليوم" أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان، وجولته
الأفريقية الأخيرة، والتعاون القطري التركي في السودان، يعد محاولة للتأثير على
أمن البحر الأحمر وقناة السويس، موضحاً أن ما تم في السودان من اتفاق بين الثلاثي،
وكذلك منح تركيا حق إدارة جزيرة "سواكن"، لم يتضح بعد مدى تأثيره على
مصر.
وأشار إلى أن التصريحات التركية مختلفة ولم
تتضح الرؤية بعد بطبيعة استخدامها وهل لأهداف عسكرية أو اقتصادية، مضيفاً أنه بعد
وضوح الأمر سيتحدد رد الفعل المصري لأن مصر حريصة على إجهاض هذه المخططات، لكن بعد
وضوح النوايا وعدم وجود مجالاً للشك أو الاجتهاد للتفسير.
وأوضح أن التهديد الإيراني في القارة
الأفريقية قد يخفت خلال الفترة المقبلة بسبب حالة عدم الاستقرار داخل إيران،
والتظاهرات التي تشهدها خلال الأيام الحالية، ما قد يجعلها تعيد ترتيب أولوياتها.