القارة الإفريقية «مغارة علي بابا» للطامعين الأربعة.. اقتصاديون: ثرواتها تكفي دول العالم أجمع.. والصراعات المفتعلة داخلها لسرقة كنوزها.. وإسرائيل وإيران تتنافسان على إقامة إمبراطوريتيهما بها
خبير اقتصادي: القارة الإفريقية روح مصر وعلينا التوجه المباشر إليها
الشريف: التعاون الاقتصادي يحقق النمو وزيادة الإنتاج للقاهرة
أستاذ اقتصاد بجامعة القاهرة: افتعال الصراعات بإفريقيا للاستفادة من ثرواتها
عدَّد خبراء اقتصاديون الأهمية الاستثمارية والاقتصادية لدول القارة الإفريقية وسط الثروات والمقومات المتنوعة التي حاباها الله تعالى بها، مما جعلها مطمعًا لعديد من الدول الغازية والمستمرة، والتي استخدمها البعض في محارب أخرى تحت مسميات وادعاءات مختلفة، مشيرين إلى أن إسرائيل ظهرت بقوة خلال السنوات الأخيرة في إفريقيا، وهذا تبين من خلال ردود أفعالها تجاه المواقف الدولية والإقليمية وعلاقاتها مع دول الجوار.
وأكد الخبراء أن إيران وقطر وتركيا لم تترك المجال لإسرائيل في القارة السمراء، بل بدأت في منازعتها لاقتناص أكبر فرص من المكاسب المالية والاستراتيجية وتصفية حساباتها مع بعض الدول، مشيرين إلى أن ثروات وكنوز هذه القارة جعلت تلك الدول تتصارع عليها وضخ الاستثمارات والمعاملات الاقتصادية والتجارية المختلفة بها، مؤكدين أن القارة تمتلك ثروات وخيرات كثيرة ومختلفة، والعالم يعرف بها منذ سنوات طويلة، فضلًا عن عدم استغلالها الاستغلال الأمثل في الوقت الحالي، سواء بالمواقع الجغرافية والاستراتيجية المميزة أو الموارد الطبيعية والمعادن المختلفة، أو الأراضي والمساحات الشاسعة غير المستغلة.
أهمية القارة الإفريقية لمصر
الدكتور مجدي عبد الفتاح الخبير الاقتصادي، قال إن القارة الإفريقية غنية بالموارد الطبيعية سواء الذهب أو المعادن أو المواد الخام، مؤكدًا أن القارة غنية بمواردها عبر التاريخ والعالم أجمع يعرف هذا الأمر جيدًا، فهي شريان الحياة لدول العالم في ما يخص الموارد الطبيعية.
وتابع عبد الفتاح، لـ"الهلال اليوم"، أن الصراع أو المهيمن الأساسي على الاقتصاد الإفريقي هو الدول الكبرى "فرنسا- ألمانيا- الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الصراع القائم اتخذ شكلا له علاقة بالاستحواذ السياسي والهيمنة الأساسية على منطقة الشرق الأوسط، ومن يستطيع من الدول المختلفة تنفيذ هذه الهيمنة.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن مصر لم تكن جزءا من هذا الصراع منذ سنوات طويلة، حيث إن مصر أهملت القارة الإفريقية بشكل أو بآخر، موضحًا أنه نتيجة هذا الإهمال كان من الممكن أن يكون لمصر دور محوري داخل القارة السمراء، والذي كان سيحدث تأثيرا كبيرا لصالح مصر، لافتًا إلى أن إفريقيا بوابة اقتصادية وسوق كبيرة لمصر للعودة والدخول في التنافس والسوق العالمية من خلال القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن إفريقيا "باب مفتوح" سيُفيد مصر في ما يخص الأيدي العاملة، فإن الثقافة المصرية في توظيف العمالة موجودة في دول الخليج، مضيفًا أن دول الخليج تمر بمأزق في الوقت الراهن، وبالتالي فإن إفريقيا لها مكان مفتوح يقدر من خلال استيعاب هذا الأمر، فضلًا عن العلاقات التجارية الجيدة لمصر مستقبلًا، مما يجعل مصر أمام ضرورة حتمية للتفكير في القارة السمراء سواء لزيادة النمو أو تحسين عملتها أو الدخول للسوق العالمية.
مكاسب مصر الاقتصادية
قال الدكتور مدحت الشريف الخبير الاقتصادي، إن معظم دول العالم قائمة على الاتفاقيات والتبادل التجاري في ما بينها، موضحًا أن إفريقيا تعتبر عاملاً أساسيا لعمل المشروعات العملاقة في ما يخص محور قناة السويس بالتعاون مع الشركات العالمية في القارة الإفريقية، وذلك نحو مزيد من التنمية الاقتصادية.
وأضاف الشريف، لـ"الهلال اليوم"، أن إفريقيا تتكون من نحو 54 دولة، وجميعها دول نامية وليست متقدمة، متمنيًا زيادة الإنتاج بالتعاون مع القارة السمراء، خصوصا بعد العديد من الاتفاقيات الأخيرة بين مصر وعدد من دول القارة تُضاف إلى الاقتصاد المصري والإفريقي وتعمل على إنعاشه وزيادة الإنتاج، فضلًا عن جذب المستثمرين الأفارقة في المجالات المختلفة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن دول القارة الإفريقية تعد منفذا اقتصاديا كبيرا لمصر يجب الاستفادة منها وتطوير العلاقات في ما بينها لتحقيق العائد الإيجابي المرجو، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى للعبور للقارة الإفريقية، للاستفادة من هذه الثروات وتعمل على زيادة إنتاجها، أما قطر وإسرائيل وإيران فتسعى لاستثمار أموالها الموجودة، ولكن يجب على مصر استغلال الفرصة وعدم تركها لهذه الدول، للاستفادة من خيراتها، مؤكدًا أن مصر تمتلك موقعا استراتيجيا مميزا، بالإضافة إلى قناة السويس والاتفاقيات التي تتم خلال هذه الفترة، مما يجعل كل هذه الأمور خطوات يجب الاستفادة منها ودعمها، لافتًا إلى أن الدول الأربع تسعى لاستقطاب علاقاتها بالقارة الإفريقية، للاستفادة من التعاون الاقتصادي مع دول القارة.
جذب الاستثمارات والنمو الاقتصادي
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة علياء المهدي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إفريقيا تمتلك ثروات وخيرات كثيرة بخلاف الأراضي والمنتجات الزراعية، موضحة أنها تمتلك الذهب والمعادن المختلفة والمتنوعة، فضلًا عن المواقع المميزة بين دول العالم.
وأوضحت المهدي لـ"الهلال اليوم" أن مساحة القارة السمراء كبيرة، فضلًا عن عدم ارتفاع الكثافة السكانية بها، مؤكدة أن معظم أراضيها غير مستغلة سواء زراعيا أو صناعيا، مما يجعلها تمثل الاهتمام الطبيعي لكل من يهتم بالاقتصاد العالمي ويسعى لتحقيق المكاسب والأرباح، ويعرف العالم أجمع هذا الأمر منذ فترات الاحتلال البريطاني والألماني والفرنسي قديمًا.
وتابعت أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن دول القارة تطورت الآن، وأصبحت تنمو نموا سريعا، حيث أصبحت إفريقيا من أسرع معدلات النمو حاليا، فضلًا عن ارتفاع معدلات التعليم والتثقيف يومًا بعد يوم، مشيرة إلى أن القارة الإفريقية تسعى لجذب الاستثمارات إليها سواء بين دول القارة أو للدول الأوروبية وغيرها، وتستغل بعض الدول هذا الأمر بافتعال الأزمات بين مصر ودول القارة السمراء، لتحقيقها المكاسب الاقتصادية المرجوة، فضلًا عن إحداث الصراعات بين دول القارة.