قال وزير العمل الأمريكي الأسبق، روبرت رايش، إن الوقت قد حان لتقييم مدى وفاء الرئيس دونالد ترامب بعهوده الانتخابية بعد نحو عام على وجوده في منصب الرئاسة الأمريكية.

وأشار رايش -في مقال نشرته مجلة (نيوزويك)- ألى أن ترامب تعهد بخفض الضرائب، وبأن يدفع شديدو الثراء أمثاله أكثر؛ غير أن قانون الضرائب الجديد فعل عكس ذلك تماما، وبحسب محللين غير منتمين لأحزاب فإنه وبحلول عام 2027 ستحصل شريحة الـ 1 بالمائة الأكثر ثراء على نسبة 83 بالمائة من تخفيضات الضرائب.

ونسب رايش في هذا الصدد إلى ترامب قوله لأصدقائه الأثرياء في منتجعه الخاص (مار ألاجو) بعد أيام من اعتماد قانون الضرائب، "ستصبحون أكثر ثراءً لا غير".

وقال الوزير الديمقراطي الأسبق إن ترامب تعهد بإلغاء قانون (أوباما كير) للرعاية الصحية واستبداله بشيء "جميل" على حد تعبيره؛ لكن ما حدث أن ترامب لم يلغِ ولم يستبدل، لكنه يفعل ما بوسعه لإضعاف "أوباما كير" واستبداله بلا شيء.

واعتبر أن قانون الضرائب الجديد سيتسبب في رفع التأمين الصحي عن 13 مليون أمريكي، طبقا لمكتب الميزانية في الكونجرس.

وأعاد إلى الأذهان كيف تعهد ترامب باستثمار تريليون دولار في تحسين البنية التحتية الأمريكية المتهالكة؛ لكن بعد التخفيضات الضريبية العملاقة عن كاهل الشركات وأصحاب الثروات الطائلة، لم تتبقَّ أموالٌ للبنية التحتية.

ونبه إلى أن ترامب كان قد تعهد بتجفيف مستنقع فساد واشنطن؛ لكن ها هو قد جلب إلى إدارته المزيد من أصحاب الثروات الطائلة والمدراء التنفيذيين وأباطرة بورصة وول ستريت على نحو لم تعهده أية إدارة أمريكية في التاريخ، بحيث يحرص هؤلاء وهم في الإدارة على سنّ قوانين تزيد ثراءهم.

وذكر رايش كيف تعهد ترامب بأنه ومن اليوم الأول في منصبه كرئيس سيصنف الصين على أنها "متلاعبة بالعملة"؛ غير أنه بعد أن تقلد مهام منصبه التقى نظيره الصيني (شي جين بينج) وأعلن أن "الصين ليست متلاعبة بالعملة"، بل إن ترامب جعل يتقرب إلى (جين بينغ).

وأعاد إلى الأذهان كيف تعهد ترامب بأنه لن يقصف سوريا؛ لكنه قصفها. لافتا إلى أن ترامب قطع على نفسه عهدا إبان حملته الانتخابية بمقاضاة السيدات اللواتي اتهمنه بسوء السلوك الجنسي ضدهن بعد انتهاء الانتخابات؛ لكنه لم يُقاضِهن، فهو على ما يبدو لا يريد للحقيقة أن تظهر.