سبب إقالة رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية.. ما علاقة إيران؟
أقالت الإدارة الأمريكية، رئيس وكالة استخبارات الدفاع الجنرال جيفري كروس، جراء التقييم الذي أفاد بأن الضربات الأمريكية على إيران في يونيو الماضي أدت إلى تأخير برنامجها النووي لبضعة أشهر فقط على عكس ما روج له من الرئيس دونالد ترامب، الذي زعم تدمير البرنامج.
ضربات إيران السبب!
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التي أفادت بخبر الإقالة -نقلًا عن مصدرين- فإن الإقالة جاءت عقب تقرير للوكالة حول الضربات العسكرية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية، أفاد بأنها "لم تُدمّر البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني".
ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، فإن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، الذي اتخذ قرار الإقاله برره تحت عبارة "فقدان الثقة"، حيث أكد أنه لن يشغل منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع بعد اليوم.
وشنت الولايات المتحدة، في يونيو الماضي، هجومًا مدمرًا استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، هي: فوردو، نطنز، وأصفهان.
وزعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الضربات الجوية قضت بالكامل على البرنامج النووي الإيراني، بعد استخدام قنابل GBU-57A/B MOP الخارقة للتحصينات، والتي تزن 30 ألف رطل، وألقتها قاذفات الشبح بي-2 سبيريت.
وبعد 48 ساعة فقط من هذه الضربات، توقفت الحرب بين إسرائيل وإيران، في ظل قناعة واشنطن وتل أبيب بأن أهدافهما قد تحققت، بتدمير منشآت البرنامج النووي الإيراني.
غير أن تقريرًا استخباراتيًا مسرّبًا إلى وسائل الإعلام، شكك في ذلك، مؤكدًا أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، بل من المرجح أنها أخّرت تقدمه لبضعة أشهر فقط. واستند التقرير إلى تقييم أجراه القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) للأضرار التي خلفتها الضربات.
ورفضت الإدارة الأمريكية بشدة هذه التسريبات، المنسوبة إلى وكالة استخبارات الدفاع، ووصفتها بأنها "خاطئة تمامًا"، معتبرة أنها وضعت البيت الأبيض في موقف محرج داخليًا وخارجيًا.
واتضح حجم تداعيات التسريبات بعد صدور قرار بإقالة الجنرال كروس، الذي تولى منصبه مطلع عام 2024.
أمر ليس بجديد
في ولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي، اتّبع الرئيس الأمريكي نهجًا قائمًا على إقالة كبار القادة العسكريين، حيث شملت قراراته رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون.
كما أطاحت قرارات الإقالة بقائدَي البحرية وخفر السواحل، والجنرال الذي ترأس وكالة الأمن القومي، إلى جانب نائب رئيس أركان القوات الجوية، وأميرال بحري ملحق بحلف شمال الأطلسي، وثلاثة من كبار المحامين العسكريين.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس أركان القوات الجوية مؤخرًا تقاعده المفاجئ من منصبه، بعد عامين فقط من بدء فترة ولايته الممتدة لأربع سنوات، من دون تقديم أي تفسير رسمي.