في ذكرى وفاة أمينة رزق.. بدايات مبكرة وإرث لا يُنسى
في مثل هذا اليوم، 24 أغسطس، يخلد جمهور الفن المصري ذكرى رحيل الفنانة القديرة أمينة رزق، التي ارتبط اسمها في وجدان المشاهدين بدور الأم الحنونة والصبورة، والتي تركت إرثًا فنيًا يزيد عن قرن من الإبداع على خشبة المسرح وشاشة السينما. أمينة رزق لم تكن مجرد فنانة، بل رمزًا للمرأة المصرية القوية التي حملت على عاتقها تاريخ الفن وعاشت تفاصيله بكل شغف وإصرار.
البدايات المبكرة.. من طنطا إلى القاهرة
ولدت أمينة رزق في مدينة طنطا في 15 أبريل عام 1910، لكنها لم تكمل طفولتها هناك، إذ انتقلت إلى القاهرة مع والدتها وخالتها الفنانة أمينة محمد بعد وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها، ومنذ تلك اللحظة بدأت ملامح رحلة استثنائية في عالم الفن، رحلة تميزت بالموهبة والإصرار على النجاح رغم كل الصعاب.
كانت الخطوة الأولى لأمينة رزق على خشبة المسرح عام 1922، حين شاركت في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار بمسارح روض الفرج.
وبعد عامين فقط، انضمت إلى فرقة يوسف وهبي "رمسيس" وشاركت في مسرحية "راسبوتين"، لتتبوأ مكانة مرموقة بين نجمات المسرح المصري، وتصبح لاحقًا واحدة من أبرز أيقونات الفن في مصر.
حياة شخصية مليئة بالتحديات
رغم شهرتها الكبيرة ونجاحها الفني، حملت حياة أمينة رزق جانبًا صعبًا، فقد أُجبرت على الزواج تحت تهديد أهلها بالقتل، لكنها لم تستمر في تلك الزيجة سوى أيام معدودة انتهت بالطلاق، ومنذ ذلك الحين، أصبحت تعرف بلقب عذراء السينما المصرية لعدم زواجها مرة أخرى، محافظة على حريتها الشخصية وتفانيها للفن.
الرحيل وإرث لا يُنسى
رحلت أمينة رزق في 24 أغسطس عام 2003 عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض وهبوط حاد في الدورة الدموية.
وفي أيامها الأخيرة، رفضت استقبال الزوار واكتفت برسالة اعتذار كتبتها بيدها، مستثنية فقط الفنانتين ليلى فوزي ومعالي زايد اللتين كانتا الأقرب إلى قلبها، لتظل ذكراها حية في قلوب محبيها وعشاق الفن المصري.