قال الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، إن التحديات التي تواجه أمتنا العربية في مجال الصحة لم تعد مجرد قضايا علاجية أو خدمية فالأمن الصحي، وفي القلب منه الأمن الدوائي، هو خط الدفاع الأول عن استقرار مجتمعاتنا، وضمان استمرار التنمية.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق، يبرز الدور الاستراتيجي للتخصصات الصيدلانية كقوة مهنية وعلمية لا يمكن الاستغناء عنها، فالصيدلي العربي اليوم لم يعد مجرد موزع للدواء، بل أصبح شريكًا في القرار العلاجي داخل المستشفيات من خلال الصيدلة الإكلينيكية، وركيزة أساسية في تصنيع الدواء محليًا لتقليل الاعتماد على الخارج، وعنصرًا محوريًا في الاستجابة للأزمات والأوبئة عبر إدارة سلاسل الإمداد وضمان توافر الدواء، وحارسًا على ثقافة الاستخدام الرشيد للدواء، بما يحمي المجتمع من سوء الاستعمال والإهدار.
وأكد الدكتور محمد عصمت - في تصريح اليوم السبت - على أهمية بناء تكامل عربي في الصناعات الدوائية، وتوحيد معايير التسجيل والرقابة، وخلق منظومة عربية قادرة على مواجهة الأزمات الصحية العالمية، على غرار ما واجهناه خلال جائحة كوفيد-19.
وأوضح أن مصر كانت ولا تزال، قاطرة الأمة العربية في مجال الصيدلة والدواء، فهي التي تمتلك أقدم الكليات وأعرق المؤسسات العلمية الصيدلانية، وتنتج أكثر من 85% من أدويتها محليًا، مما جعلها نموذجًا يُحتذى في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أن مصر مدت يدها لأمتها العربية عبر تصدير الدواء، وتدريب الكفاءات، وبناء شراكات صناعية مع دول شقيقة، كما أنها لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ فكرة أن الصيدلي ليس موظفًا تنفيذيًا فحسب، بل صانع قرار، ومشارك في حماية الأمن القومي الصحي.
وشدد على أن مصر أمام فرصة تاريخية لصياغة رؤية عربية موحدة في مجال الصيدلة والدواء، مطالبًا بإنشاء مجلس عربي موحد للأمن الدوائي يكون مرجعية في الأزمات، وبناء شراكات صناعية عربية – عربية لتصنيع الدواء والمستحضرات الحيوية محليًا، وتعزيز البحث العلمي العربي المشترك وتوجيهه لخدمة الأولويات الصحية لشعوبنا، وتمكين الصيدلي العربي من أن يكون شريكًا استراتيجيًا في صناعة القرار الصحي.