تم تنظيم دورة تدريبية مسرحية بعنوان «العرض المسرحي – من النص حتى العرض» والتي انطلقت في مدينة درنة في الأول من شهر أغسطس 2025 وتمتد حتى نهايته، متوجة بنتاج مسرحي تم بناؤه كتطبيق لكل الجوانب التي قامت الدورة عليها، وجاء ذلك بدعم من الهيئة العربية للمسرح وبتعاون مع المسرح الوطني درنة في ليبيا.
فنون الأداء وبناء الفكرة والارتجال
وكانت الهيئة العربية للمسرح قد كلفت الفنان المسرحي الجزائري هارون الكيلاني مشرفًا ومدربًا رئيسيًا للدورة، ليقدم للمتدربين التدريب في فنون الأداء وبناء الفكرة والارتجال عليها وكتابة النص وبناء المشهد المسرحي بصريًا وسمعيًَا وحركيًا، وصولًا للعرض، كما كلفت الهيئة الفنان غنام غنام مدير التدريب والتأهيل كمؤطر زائر يعمل على مسائل الكتابة المسرحية وفنونها وأدواتها مما يساعد الفريق على ضبط دراماتورجي للنص الذي ابتدعوه.
العرض المسرحي «الغرق على اليابسة» هو العرض الناتج عن هذه الدورة التي بلغ عدد ساعات التدريب اليومي فيها ست ساعات على مدار 30 يومًا، وعمد «الكيلاني» إلى اختبارات مبكرة للعرض، إذ قدم في ساحات المدينة المختلفة تمارينه المسرحية بحضور الجمهور، اختبارات تفيد الممثل المؤدي والمؤطر والفرقة المسرحية في آن معًا، حيث سيتم العرض الرسمي نهاية هذا الشهر في مقر المسرح الوطني بدرنة.
أهمية حاضر المسرح ومستقبله
الفنان هارون الكيلاني مؤطر الدورة عبر عن اعتزازه بالثقة التي أولتها الهيئة له بتكليفه بمهمة تأطير الدورة، مبدياً حماسته وتقديره للروح التي يبديها مسرحيو درنة من فنانين وإداريين من اهتمام ورعاية وتوفير كافة السبل لإنجاح الدورة وتحقيق مآربها، وأشار الكيلاني إلى أن أجيالا مختلفة من مسرحيي درنة والمناطق المجاورة يقفون جنبًا إلى جنب في هذه الدورة وتلك علامة في منتهى الأهمية لحاضر المسرح ومستقبله في درنة، فالمجايلة صمام أمان التطوير والاستمرارية.
الفنان ناجي عبد اللطيف مدير المسرح الوطني درنة صرح بقوله: إن نهوض المسرح في درنة في هذا التوقيت هو مؤشر عافية وإرادة أهل درنة للنهوض بعد الكارثة التي تعرضت لها المدينة قبل أقل من عام حين هاجمها إعصار دانيال ودمرها وراح عشرات الآلاف ضحيته خلال زمن لا يزيد عن ساعة واحدة.
وأضاف ناجي أن تعاون الهيئة العربية للمسرح مع المسرح الوطني يعتبر أمراً غاية في الأهمية والحيوية، وحيا المؤطر الجزائري الكيلاني على جهوده الجبارة في التدريب.
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله أكد في معرض حديثه عن الدورة بقوله: الهيئة العربية للمسرح لم ولن تتوانى عن الوقوف مع المسرحيين على امتداد الخارطة العربية، ذلك ما أنشأها عليها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهذا ما نعاهده ونعاهد المسرحيين العرب عليه، ولذا جاء برنامج التدريب واختيار المؤطرين من أجل نتائج نحن على ثقة تامة بأنها ستتحقق، وهنأ الأمين العام مسرحيي درنة على إرادة الحياة والتعافي.
