فعاليات موسم «خريف ظفار 2025» في عمان.. تنوع جغرافي وثقافي يعكس هوية الولايات
تشهد محافظة ظفار أنشطة وفعاليات متنوعة خلال فترة خريف ظفار 2025 وتشمل مختلف ولايات محافظة ظفار الواقعة على الشريط الساحلي المطل على بحر العرب والمتأثرة بموسم الخريف سنويًّا، مما أسهم في توزيع الفعاليات فيها، بالإضافة إلى انفراد كل ولاية بتضاريس وطبيعة تختلف عن الأخرى، مما أتاح الفرصة لزوار الخريف بالتمتع والتعرف على تفاصيل وثقافة كل ولاية على حدة.
و تتضمن الفعاليات التي تُقام في الولايات مختلف الجوانب منها الثقافية والرياضية والترفيهية والتراثية والسياحية للاستفادة من جميع المقومات التي تتمتع بها ولايات ظفار.
ولاية مرباط
تتميز ولاية مرباط بطابعها التاريخي الغني ومفرداتها الأثرية المميزة، حيث تحتضن العديد من المعالم التي تعكس عراقة حضارتها، من أبرزها: السوق القديم، والحصن، والمسجد الجامع الذي شُيّد عام 551هـ، بالإضافة إلى مسجد النور الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 312هـ، كما أنها تتميز بالبيوت الأثرية القديمة ذات الطابع المعماري العربي الإسلامي الأصيل، وتعد منطقة طوي أعتير من أهم المناطق التابعة لولاية مرباط.
وتأتي فعاليات ولاية مرباط برؤية جديدة هذا العام لتسهم في تعزيز الجانبين السياحي والثقافي لجذب الزوار وزيادة الحركة التجارية، مع الاهتمام بالخصوصية التي تتمتع بها ولاية مرباط في الجوانب التراثية والثقافية والاقتصادية.
وتضمنت فعاليات ولاية مرباط قرية «الملاح أحمد بن ماجد والعودة للماضي» في متنزه أغبير، وذلك ضمن برامج فعاليات خريف ظفار 2025 بتنظيم من مكتب والي مرباط وبالتعاون مع بلدية ظفار والتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى فعاليات فنية وأمسيات شعرية ومحاضرات توعوية تُقام خلف حصن مرباط التاريخي.
وتشتمل الفعاليات على مجموعة من الأنشطة مثل فعاليات البيئة البحرية والبيئة الريفية وركن خاص للأسر المنتجة لبيع المأكولات التقليدية، إلى جانب إقامة أنشطة رياضية وألعاب كهربائية ترفيهية، بالإضافة إلى إقامة حفلات فنية يحييها عدد من الفنانين من سلطنة عمان وخارجها.
كما تشارك جمعية المرأة العمانية بمرباط في فعاليات الموسم ببرامج وأنشطة تسلط الضوء على دور المرأة في المحافظة على التراث والموروث الشعبي من خلال عرض منتجات يدوية وحرفية تعكس مهارات وإبداعات العضوات، في إطار دعم الحركة السياحية والثقافية وتعزيز حضور المرأة في الفعاليات المجتمعية.
وقد تم إشراك جميع أطياف المجتمع المحلي بالولاية في كافة الفعاليات والأنشطة التي أُقيمت، ومن بينها الأسر المنتجة والباحثون عن عمل والفرق الأهلية التطوعية والرياضية وفرق الفنون التقليدية.
برنامج ولاية طاقة
ومع جمال التضاريس والسواحل والشواطئ في ولاية طاقة جاءت فعالياتها لتمثل فرصة لتسليط الضوء على التراث الثقافي والاجتماعي للولاية بهدف تعزيز التنمية المستدامة من خلال الترويج للسياحة الداخلية وجذب الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها.
كما توفر الفعاليات بولاية طاقة الدعم للأسر المنتجة من خلال عرض وبيع منتجاتهم اليدوية والزراعية والحرفية والمأكولات التقليدية، مما يمكن الأسر من تحقيق دخل إضافي وتعزيز روح العمل والابتكار في المجتمع، بالإضافة إلى الأنشطة المختلفة التي تُنظم على هامش الفعاليات، سواء كانت فرص عمل مؤقتة خلال فترة الفعاليات أم فرصًا دائمة من خلال المشاريع التي تُطلقها المؤسسات والشركات المشاركة.
فرص عمل جديدة للشباب
وتسهم الفعاليات في إيجاد فرص عمل جديدة للشباب، حيث تُقام في عدد من المواقع من بينها مسرح الفرضة الرئيسي وساحة الميدان ومسرح الفرضة الدائري وقرية الألعاب وساحة المهرجان.
أنشطة ثقافية وترفيهية
وتتضمن الفعالية مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية مثل فعاليات البيئة البحرية والبيئة الريفية والفنون العمانية، إلى جانب عرض أوبريت «طاقة المحبة» ومسابقات للأطفال والكبار، كما تشمل الفعاليات الترفيهية فقرة الألعاب الشاطئية وميدانًا للألعاب الكهربائية وعدة معارض مثل معرض الأسر المنتجة والمعرض الاستهلاكي والمعرض التراثي، وإقامة حفلات فنية ساهرة على مسرح الفرضة الرئيسي.
ويستمتع زوار خريف ظفار عند زيارة ولاية طاقة لما تتمتع به هذه الولاية من تضاريس وخيران ويابسة وسهول وجبال ووديان وكهوف وعيون مائية، أشهرها عين دربات وكنوز طبيعية جعلت منها مقصدًا لكل زائر وسائح إلى محافظة ظفار.
برنامج ولاية سدح
وتبعد ولاية سدح عن مركز المدينة بحوالي 135 كيلومترًا، وهي من الولايات التي تشتهر بوجود أجود أنواع اللبان العُماني وحرفة الغوص على الرخويات خاصة الصفيلح، لموقعها الاستراتيجي المطل على بحر العرب، حيث تتصل من الشرق بولاية شليم وجزر الحلانيات، ومن الغرب بولاية مرباط، ومن الشمال جبل سمحان، مما جعلها في المصاف الأولى للولايات المهمة سياحيًّا للتعرف عليها من خلال إقامة الفعاليات في خريف ظفار هذا العام.
فرصة لمحبي التصوير والفنانين التشكيليين
وتهدف الفعاليات في ولاية سدح إلى التركيز على التراث والعادات الأصيلة وكل ما يميزها، حيث تحمل أبعادًا اقتصادية للأفراد الذين يقومون بعرض منتجاتهم المختلفة لتشجيع السياحة الداخلية والتعريف بالنيابات التابعة للولاية مثل نيابة حاسك ونيابة حدبين، و تمثل فرصة لمحبي التصوير والفنانين التشكيليين الذين يعبرون عن مواهبهم بأعمال فنية بديعة مرتبطة بشكل مباشر بالتراث.
ويتضمن المركز الرياضي بولاية سدح أنشطة مختلفة تشتمل على باقة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنون الشعبية التقليدية والأمسيات الشعرية والفنية المتنوعة، بالإضافة إلى مسابقات ترفيهية للأطفال على مسرح الطفل.
وتجسد فعاليات البيئة البحرية من خلال إقامة معرض للحرفيات والمقتنيات البحرية، وسوق قديم يعرض أصالة الموروث البحري وأدوات الصيد التقليدية، بالإضافة إلى معرض مشروع تمكين الأسر المحلية المنتجة والذي يستمر حتى 30 أغسطس الجاري، ويتيح للأسر عرض منتجاتها المحلية والحرفية أمام الزوار بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتشجيع المبادرات المجتمعية.
وتضمنت الفعاليات مسابقة مزاينة الحيران التي تنظمها لجنة سباقات الهجن بالولاية بمشاركة واسعة من ملاك الإبل، وذلك في إطار الترويج للمقومات الطبيعية والتراثية التي تزخر بها ولاية سدح وتعزيز الحراك السياحي خلال موسم الخريف وإبراز الهوية الثقافية.
برنامج ولاية رخيوت
ولاية رخيوت بمحافظة ظفار إحدى أجمل الوجهات السياحية في محافظة ظفار، وتقع غرب مدينة صلالة، وتتنوع تضاريسها من جبال وسهول خضراء تتزين في موسم خريف ظفار لتغدو مزارًا سياحيًا يستقطب أعدادًا كبيرة من السائحين والزوار لتنوعها الجغرافي الذي يجمع بين الساحل والجبل والسهل بمساحات واسعة وجميلة.
وتعد منطقة «الفزايح» برخيوت بشاطئها الممتد لبضعة كيلومترات وسلسلة جبالها الملتصقة بعقبة «أقيشان» ومنطقة «جحد» شمالًا، وموقع إطلالة «شعت» شاهدة على الجمال الساحر للولاية.
تنظيم الأكشاك المؤقتة وخيمة لبيع المنتجات الأسر المنتجة
وقد نفذت بلدية ظفار في موقع إطلالة شعت السياحي بولاية رخيوت عددًا من الأنشطة المتنوعة، شملت تنظيم الأكشاك المؤقتة وخيمة لبيع المنتجات الخاصة بالأسر المنتجة، بالإضافة إلى توفير دورات مياه متنقلة لتلبية احتياجات الزوار، وتنظيم دخول الزوار وخروجهم للموقع بهدف ضمان انسيابية الحركة وسلامة الزائرين وتحسين تجربة السياحة في المنطقة.
والزائر إلى ولاية رخيوت ومحبو التصوير بإمكانهم الاستمتاع بجمالها وخاصة الطريق إلى قرية «أجدروت» و«أنزوت» على الطريق العام، والتي تقع على مقربة منهما منطقة «كنزور» أرض الضباب الدائم، وهي لوحة فريدة من الجمال الرباني حيث تكتسي الولاية بخضرة الخريف على امتداد سلسلة «جبل القمر» الشهير وبالقرب من عقبة «أقيشان».
برنامج ولاية ضلكوت
تستقبل ولاية ضلكوت سنويًا بداية موسم الخريف بالرذاذ والأجواء الضبابية التي تكسر حرارة ورطوبة الصيف، مما يجعل أفواجًا من السياح يتدفقون سنويًا من داخل سلطنة عمان وخارجها إلى هذه الولاية، حيث إنها تقع على الشريط الساحلي في الركن الغربي لمحافظة ظفار وأول ولاية يبدأ فيها موسم الخريف، وهي إحدى ولايات المحافظة التي تشتهر بجمال طبيعتها البكر وتعدد مناظرها الرائعة حيث يستمتع الزائر ببهاء المكان وما يحويه من طبيعة خلابة.
وتوجد في الولاية شجرة عملاقة ونادرة تسمى شجرة التبلدي «الباوباب»، من أضخم وأكبر الأشجار الموجودة حاليًا في سلطنة عُمان، ويقصدها السياح، وهي محطة سياحية وبيئية للزوار والمهتمين والباحثين في الحياة النباتية والفطرية.
ومن الفعاليات التي أُقيمت في ولاية ضلكوت فعالية مسابقة محالبة الإبل، حيث شهدت حضورًا كبيرًا من قبل المهتمين وهواة تربية الإبل ومحبي مسابقات المحالبة، لما لها من تاريخ وتراث خاص بولاية ضلكوت.
عناصر الجذب السياحي
وتعد الفعاليات المقامة على جميع ولايات محافظة ظفار أحد عناصر الجذب السياحي بالمحافظة، إذ توفر أجواء مثالية وتقدم نماذج حية لأنماط الحياة العُمانية وعلاقة الإنسان العُماني بهويته وموروثه وفنونه وتفاصيل حضارته الأصيلة.
وجاءت جميع الفعاليات العام الجاري برؤية تتماشى مع أهداف موسم خريف ظفار، مع مراعاة خصوصية الولاية التراثية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتوفير أجواء مثالية ونماذج حية لأنماط الحياة العُمانية وعلاقة الإنسان العُماني بهويته وموروثاته وفنونه وتفاصيل حضارته الأصيلة، للمساهمة في تنشيط الحركة السياحية ودعم الاقتصاد المحلي في كل ولاية.
بلدية ظفار تحرص خلال موسم الخريف على تخصيص مساحة واسعة لدعم المشروعات العُمانية الصغيرة والمتوسطة من خلال تمكين أصحاب وصاحبات الأعمال من تقديم منتجاتهم للزوار بما يعزز من فرص النمو الاقتصادي وإبراز الطابع المحلي في التجربة السياحية للمحافظة، خاصة أنها تُقام بتنظيم عالٍ المستوى يشجع الجميع على زيارتها والجمع بين المتعة والفائدة.