المخرج محمد الشافعي: "السايكودراما" تُجسد أحد أرقى أدوار الفن في التأثير على المجتمع
أكد الدكتور محمد الشافعي، أستاذ علوم المسرح بجامعة 6 أكتوبر، أن الفن فى جوهره وسيلة للتعبير عن الذات الجماعية والفردية، و"السايكودراما" تمثل صورة عملية لهذا الدور؛ فهى ليست مجرد تقنية علاجية نفسية، بل امتداد طبيعى لوظيفة الفن فى عملية مس الوجدان وتحريك المشاعر وإعادة تشكيل الوعى للمتلقى؛ فبطبيعة الحال تعتمد "السايكودراما" على التمثيل والإبداع الأدائى، وهما ركنان أساسيان فى الفنون المسرحية، غير أنّ غايتها تتجاوز المتعة الجمالية إلى بُعدٍ أعمق، إذ تساعد على تفريغ الشحنات الانفعالية، وتُعيد للأفراد قدرتهم على التواصل الفعال مع ذواتهم والآخرين، بهذا المعنى؛ فيتضح لنا أن "السايكودراما" تُجسّد الدور العلاجى والاجتماعى للفن، إلى جانب دوره التثقيفى والجمالى.
وأوضح الشافعي خلال محاضرة نظمها المجلس الأعلى للثقافة بعنوان (دور الفن فى التأثير على المجتمع)، والتي جاءت فى إطار مبادرة (القوة فى شبابنا) أنه على المستوى المجتمعى تُسهم "السايكودراما" كذلك فى بناء جسور التفاهم والتعاطف، وتساعد على معالجة بعض الظواهر السلبية كالعنف، والعزلة، وضعف التواصل بين الأجيال؛ فهى أداة فنية نفسية مهمة قادرة على تحويل الألم الفردى إلى تجربة إنسانية مشتركة، وبالتالى تعزيز التماسك الاجتماعى، ومن هنا بات جليًا أن "السايكودراما" تُجسد أحد أرقى أدوار الفن فى التأثير على المجتمع، بوصفها تجعل من التمثيل والفن أداة علاجية وتربوية تُسهم فى تحسين الصحة النفسية، وترسيخ قيم المشاركة، وتوسيع وعى الفرد والمجتمع معًا.
وفى ختام حديثه، توجَّه الدكتور محمد الشافعى بخالص تحيته وشكره إلى الشباب على حضورهم الفعّال فى إنجاح هذه المبادرة الثقافية المهمة، وتحمّلهم عناء ومشقة المشاركة وسط حرارة الطقس الشديد، معتبرًا أن هذا حرصهم على المشاركة فى مثل هذه الفعاليات التثقيفيّة الرائعة يُعبّر عن وعيهم بأهمية الثقافة والفن فى صناعة المستقبل.
ودعا الشافعي الشباب إلى أن يكونوا رموزًا فعالة فى عملية التغيير المجتمعى الإيجابى، عبر تبنيهم لقيم الحوار والإبداع والعمل الجماعى فى أوساطهم المختلفة، وحثهم على متابعة فعاليات مهرجان المسرح التجريبى في دورته الحالية، باعتباره منصة ثرية للتجارب الفنية الحديثة والجادة، التى تُسهم بصورة مؤثرة فى تجديد دماء الحركة المسرحية المصرية، وتفتح أمام الشباب آفاقًا جديدة لحرية التعبير والإبداع.