أكد الدكتور علي سالم، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة حلوان، أن قرار الانفصال بين الزوجين مهما كانت أسبابه يظل قرارًا شخصيًا، لكن المشكلة الكبرى تكمن في النتائج المترتبة عليه إذا تم إقحام الأبناء داخل دائرة الصراعات بين الطرفين. 

وأوضح حلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن بعض الأمهات أو الآباء يستخدمون الأبناء كورقة ضغط ضد الطرف الآخر، وهو ما يخلق فجوة نفسية عميقة داخل الأطفال ويؤثر على استقرارهم العاطفي والاجتماعي.

وأشار سالم إلى أن الأطفال يجب أن يكونوا خارج أي خلافات أسرية، فالانفصال لا يعني انتهاء دور الأب أو الأم تجاه الأبناء، بل على العكس يزداد الاحتياج إلى تواجد الطرفين في حياة أولادهم بشكل متوازن.

 وحذّر من خطورة حرمان الطفل من أحد والديه، لما يسببه ذلك من صدمات نفسية واضطرابات في الشخصية قد تمتد إلى مراحل متقدمة من العمر.

وأضاف أن الدراسات النفسية الحديثة تشير إلى أن ما بين 70% و80% من المصابين باضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder) هم نتاج لأسر مفككة، سواء بسبب الانفصال أو غياب أحد الوالدين أو نتيجة بيئة أسرية مليئة بالعنف والإهانة وسوء المعاملة.

وأكد على أن وعي الوالدين هو حجر الأساس في حماية الأبناء من الآثار السلبية للانفصال، داعيًا إلى ضرورة التوعية المجتمعية بترك الأطفال بعيدًا عن النزاعات، وتقديم الدعم النفسي والتربوي لهم بما يضمن بناء شخصية سوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة.