رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أستاذ علم نفس: مشاكل البيت أمر طبيعي لكن خطر فى هذه الحالة

26-8-2025 | 19:37


مشاكل البيت

قال الدكتور علي سالم، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة حلوان، إن الخلافات الزوجية أمر طبيعي لا يخلو منه بيت، لكن الخطورة تكمن في طريقة إدارتها وأثرها المباشر على الأبناء. موضحًا أن الأطفال يتأثرون بالخلافات منذ مرحلة الحمل، حيث تنعكس الحالة النفسية للأم على الجنين، ثم يزداد إدراك الطفل بدءًا من سن ثلاث سنوات، فيستوعب ما يدور حوله ويخزن الصور والمشاهد في ذاكرته حتى وإن لم يفهم معناها.

وأكد سالم، خلال حلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن ارتفاع الصوت، والضرب، والإهانة، والطلاق أمام الأبناء يترك بصمات سلبية عميقة، قد تؤدي إلى اضطرابات شخصية خطيرة، مثل اضطراب الشخصية الحدية (Borderline) الذي يظهر بنسبة أكبر لدى الفتيات، والنزعات السيكوباتية لدى الأولاد. 

وأوضح أن هذه الاضطرابات قد تقود إلى الإدمان أو الانخراط في علاقات غير صحية أو حتى التفكير في الانتحار، مشيرًا إلى أن ما يبحث عنه هؤلاء الأبناء غالبًا ليس أكثر من الحب والدفء المفقود داخل البيت.

وأضاف أن شخصية الإنسان تتشكل في السنوات الست الأولى من عمره، وإذا نشأ الطفل في بيئة مليئة بالعنف والاضطراب، فسوف يبني شخصيته على أساس هش، لكنه شدد على أن الأمل موجود دائمًا؛ فكل ما هو مكتسب يمكن تغييره بنفس طريقة اكتسابه، أي أن السلوكيات السلبية قابلة للتصحيح من خلال بيئة داعمة وتربية قائمة على الاهتمام والحب.

وأشار إلى أن بعض الآباء يخطئون حين يظنون أن دورهم يقتصر على توفير الرعاية المادية فقط، فيعملون ليلًا ونهارًا أو يسافرون لسنوات لتأمين مستقبل أبنائهم، ليعودوا في النهاية ويجدوا أبناءهم غرباء عنهم، يفتقدون التواصل العاطفي معهم، وهو ما يولّد شعورًا بالاغتراب والرفض المتبادل.

وأوضح سالم أن البعد الحقيقي ليس بعد المسافات وإنما بعد نفسي، فالأب الذي يغيب ماديًا يمكن أن يكون حاضرًا بوجدانه ومتابعته وتواصله المستمر، بينما قد يكون الأب الموجود في البيت غائبًا إذا أهمل دوره التربوي والعاطفي.

وقال إن التربية لا تقوم فقط على الرعاية، بل على بناء الأبناء نفسيًا وعاطفيًا وأخلاقيًا، مشددًا على أن الأبناء لا يحتاجون فقط إلى المال والطعام والملبس، بل إلى الحب والاهتمام والمشاركة الحقيقية من الوالدين، فهي أعظم استثمار يقدمه الأب والأم لمستقبل أولادهم.