رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كيف تساعدين أبناءك على التفرقة بين القدوة الحقيقية والتريند على السوشيال ميديا؟| خاص

28-8-2025 | 11:57


السوشيال ميديا

فاطمة الحسيني

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأبناء، ولم يعد من السهل على الأطفال والمراهقين التفرقة بين "القدوة الحقيقية" و"التريند"، وبينما ينجذب الكثير منهم إلى المؤثرين بسبب الشهرة السريعة أو المحتوى المثير للجدل، يظل دور الأم أساسيًا في توجيههم نحو النماذج الإيجابية التي تبني شخصيتهم وقيمهم، ولذلك نستعرض مع استشارية أسرية  كيف يمكن للأم أن تساعد أولادها على اختيار القدوة الصحيحة بعيدًا عن الانبهار بالمظاهر الخادعة؟.

ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية العلاج النفسي الأسري، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ما يراه الأبناء على منصات التواصل الاجتماعي له تأثير مباشر على سلوكياتهم، حيث يتعلم من خلال ما يسمى "النمذجة"، أي تقليد الأفعال التي يشاهدونها لدى الآخرين، لا يكون لديهم القدرة الكاملة على التمييز بين المؤثر الإيجابي الذي يمتلك رسالة وقيمًا، وبين من يسعى وراء الشهرة اللحظية بلا مضمون حقيقي.

وأضافت استشارية العلاج النفسي، إلى أن هذه المؤثرات لا تقتصر على الأطفال وحدهم، بل تطال الكبار أيضًا، غير أن خطورتها تكمن في أن المراهق يفسر المظاهر على أنها واقع، ما يجعله أكثر عرضة للانخداع بما يراه، و لذلك، يحتاج الأبناء إلى من يساعدهم على فلترة هذه النماذج، وهنا يأتي دور الأم في التوجيه والاحتواء، من خلال اتباع بعض النصائح، والتي منها ما يلي:

-يجب أن تتجنب الأم أسلوب الهجوم أو الانتقاد المباشر لشخصيات المؤثرين الذين يتابعهم الأبناء، لأن ذلك سيدفعهم إلى الرفض والانغلاق، وبدلًا من قول: "هؤلاء أشخاص غير جيدين" أو "هم فقط يسعون وراء التريند"، من الأفضل أن تبدأ بطرح أسئلة ذكية على أولادها مثل، لماذا يعجبك هذا الشخص؟، وهل تفضل النجاح السريع أم العمل والاجتهاد للوصول؟، وهل تعتقد أن ما يفعله نافع للآخرين حقًا أم مجرد استعراض؟، وبهذه الطريقة، يتحول الحوار إلى مساحة للنقاش والتفكير، بدلًا من أن يكون مواجهة أو وصاية.

-يمكن للأم أن تشرح لأبنائها الفارق بين القدوة الحقيقة ومن يسعى للتربح أو الشهرة، حيث أن الأول هو شخص له رسالة واضحة، يطبق القيم في العلن كما في الخفاء، يساهم في خدمة نفسه ومجتمعه، ويترك أثرًا مستمرًا، أما الاخر فهو شهرة لحظية مؤقتة، قائمة على محتوى صادم أو فارغ، سرعان ما يختفي مع الوقت ولا يترك أثرًا يُذكر.

- أن تنبه الأم أبنائها،  إلى أن معظم ما يصنع "الترند" يقوم على الإثارة أو السخرية أو كشف الخصوصيات، بينما القدوة الحقيقية تلهم بالعلم، بالعمل الجاد، أو بالإبداع في الرياضة والفن الراقي.

-أن تقدم الأم لأبنائها بدائل حقيقية وجذابة، من خلال قصص النجاح لشخصيات ملهمة مثل العلماء، القادة، المبدعين، الرياضيين، وحتى الأشخاص البسطاء الذين تركوا بصمة واضحة في حياتهم، فالأولاد يتأثرون بالقصص أكثر من النصائح المباشرة.

- على الأم ضرورة التوضيح للأبناء أن النجاح لا يرتبط بمنصات التواصل الاجتماعي فقط، فهناك نماذج عظيمة في التاريخ والواقع ما زالت حاضرة رغم غيابها عن تلك المنصات، لأن قيمتها في رسالتها وأثرها، وليس في عدد المشاهدات أو الإعجابات.

- أن يتحول الأمر إلى حوار مستمر داخل الأسرة، من خلال جلسات أسبوعية بسيطة مع الأبناء، لسؤالهم: "من قدوتك؟"، "ما الذي يعجبك فيه؟"، ثم إجراء مقارنات بين شخصيات تركت أثرًا طويل الأمد، وأخرى عاشت لحظة شهرة وسرعان ما اختفت.