انطلقت اليوم رسميًا الحملة الانتخابية في تنزانيا استعدادًا للانتخابات العامة المقررة في نهاية أكتوبر المقبل، وسط تحوّل غير مسبوق نحو الوسائل الرقمية، ما يجعلها الحملة الأكثر رقمية في تاريخ البلاد.

وذكر راديو فرنسا الدولي في نشرته الإفريقية أن حزب "تشاما تشا مابيندوزي" الحاكم أطلق روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي عبر تطبيق "واتساب"، يتيح للناخبين الحصول على ردود فورية حول برنامج الحزب، في خطوة تعكس دخول السياسة التنزانية عصر الرقمنة .

وصرّح مايك موشي، الخبير الرقمي المقيم في دار السلام، أن هذه الحملة تشكل تحولًا نوعيًا في استخدام التكنولوجيا داخل المشهد السياسي في تنزانيا، مؤكدًا أن "امتلاك استراتيجية رقمية لم يعد خيارًا، بل أصبح التزامًا ضروريًا".

وفي المقابل، يحاول حزب المعارضة الرئيسي تشاديما إعادة التوازن إلى الساحة الرقمية، بعد أن كانت المعارضة سابقًا أكثر نشاطًا في هذا المجال. ويُلاحظ أن الحزب الحاكم بدأ يستثمر بشكل واضح في الفضاء الرقمي، الذي بات يُعد ساحة رئيسية للصراع السياسي.

لكن رغم هذا التطور، حذّر موشي من أن الرقمنة ليست دون مخاطر، مشبّهًا التكنولوجيا الرقمية بالسكين التي يمكن استخدامها في الخير أو الإيذاء. ومع تنامي الاعتماد عليها، تتصاعد أيضًا مخاوف من المراقبة، التضليل الإعلامي، وانتهاك الخصوصية.