للأمهات.. كيف تتجاوزين قلق تكرار التجربة الأولى مع مولودك الثاني؟| خاص
تستقبل الكثير من الأمهات خبر انتظار المولود الثاني بمشاعر متناقضة، فبينما يفترض أن تمنح التجربة السابقة ثقة أكبر في التعامل مع الحمل والولادة ورعاية الطفل، تجد بعض النساء أنفسهن في حالة من القلق والتوتر المستمر، نتيجة هذا الخوف من تكرار صعوبات التجربة الأولى، سواء كانت مرتبطة بآلام الولادة، أو اكتئاب ما بعد الولادة، أو تحديات العناية بالمولود الجديد، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع خبيرة نفسية كيف تتجاوز المرأة تلك المشاعر؟ وتتعامل معها بطريقة صحية وفعالة؟
ومن جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أن هذه المشاعر طبيعية تمامًا، والقلق في هذه المرحلة غالبًا ما يكون نابعًا من تذكر صعوبات التجربة الأولى أو ما تركته من آثار نفسية، وهو في جوهره بمثابة آلية دفاعية داخلية تعمل كإنذار مبكر لحماية الأم من الألم المتوقع، ومع ذلك، من المهم أن تدركي أن التجربة الثانية ليست نسخة مطابقة للأولى، بل تختلف بسبب عوامل عديدة، من بينها:

التغيرات الجسدية والنفسية.
الخبرة المكتسبة من التجربة الأولى.
الأدوات والأساليب الأفضل المتاحة لديك الآن للتعامل مع التحديات.
وأضافت أن هناك بعض الأساليب النفسية، التي تساعد النساء في تجاوز ذلك القلق، ومنها ما يلي:
-من أبرز التكنيكات العلاجية التي ينصح بها خبراء النفس إعادة التقييم المعرفي، وهو أسلوب يساعدك على استبدال الأفكار السلبية المرتبطة بالألم بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، على سبيل المثال: إذا خطرت ببالك فكرة "سأمر بنفس الألم والمعاناة في التجربة الثانية"، يمكنك استبدالها بفكرة أكثر واقعية مثل: "أنا الآن أكثر خبرة، وأملك أدوات وأساليب أفضل للتعامل، وبالتالي لن أعيش نفس المشاعر السلبية".
-وجود شبكة دعم قوية سواء من الزوج أو العائلة، له دور كبير في تخفيف مستويات القلق والتوتر، كما أن الاستعداد العملي يقلل من هذه المخاوف، مثل حضور جلسات تثقيفية عن الولادة ورعاية المولود، والتي تنظمها وحدات الأسرة التابعة لوزارة الصحة والسكان المصرية، وتنظيم خطة مساعدة داخل المنزل في الأيام الأولى بعد الولادة، وتجهيز بيئة مريحة تمنحك الطمأنينة.
-تساعد بعض الممارسات على تقليل القلق بشكل ملحوظ، مثل ممارسة تمارين الاسترخاء العميق، وتطبيق اليقظة الذهنية، التي أثبتت الدراسات الحديثة فعاليتها في خفض مستويات القلق لدى الأمهات.
-إذا استمر القلق لفترة طويلة وبدأ يؤثر على النوم أو الشهية أو الاستمتاع بالحياة اليومية أو القدرة على أداء المهام، فهنا من الضروري استشارة أخصائي نفسي.