أحمد علام في ذكرى وفاته.. رمز الهيبة والثراء الفني على الشاشة
تحل اليوم 2 سبتمبر ذكرى وفاة الفنان الكبير أحمد علام، أحد أعمدة المسرح والسينما المصرية، الذي عرفه الجمهور بأدواره المهيبة للرجل الأرستقراطي الثري القاسي القلب، وكان رمزًا للهيبة والرصانة على الشاشة.
لم يقتصر تأثيره على التمثيل فقط، بل امتد ليشمل تأسيس نقابة الممثلين والإسهام في تطوير المسرح المصري من خلال التدريس والإخراج والإشراف على الفرق المسرحية، ليترك إرثًا فنيًا وثقافيًا خالدًا.
ولمن لا يعرفه، فقد جسد شخصية الأمير إسماعيل كمال في الفيلم الشهير رد قلبي، كما وضعته الأفلام دومًا في أدوار الرجل الأرستقراطي الثرى القاسي القلب.
بداياته ومسيرته المهنية
وُلد أحمد علام في 20 يوليو عام 1899، وبدأ حياته موظفًا في وزارة الحقانية، لكنه كان متعلقًا بالفن منذ الصغر، فعمل في بداية حياته مخرجًا للفرق المسرحية بالمدارس الثانوية، وكان من بين تلاميذه الممثل المعروف فاخر فاخر، وفي عام 1923 انضم إلى فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انتقل إلى فرقة رمسيس، ثم إلى فرقة فاطمة رشدي.
لاحقًا ساهم في تكوين اتحاد الممثلين الذي استمر أكثر من ستة أشهر، ثم انضم إلى الفرقة القومية عندما تكونت، وظل معها بعد أن تحولت إلى فرقة المسرح القومي.
خلال حياته المهنية، أصدر أحمد علام مجلة فنية عام 1927، لكنها لم تستمر طويلًا، كما أسس نقابة الممثلين ليكون رائدًا في تنظيم وحماية حقوق الفنانين، وعلى خشبة المسرح، قدم أدوارًا خالدة مثل مجنون ليلى، مارك أنطونيو، شجرة الدر، عنترة بن شداد، شهريار، وظل يواصل الإسهام في تطوير المسرح المصري من خلال التدريس والتدريب، حيث عمل كمدرب للتمثيل في جامعتي القاهرة والإسكندرية، ثم مستشارًا للتمثيل في جامعة الثقافة الحرة. آخر أعماله المسرحية كانت مسرحية دموع إبليس عام 1959.
أدواره السينمائية الشهيرة
عرف الجمهور أحمد علام بأدواره التي جسدت الرجل الأرستقراطي الثري، حيث حصره المخرجون في شخصيات تحمل الهيبة والنفوذ.
من أبرز هذه الأدوار ظهوره في فيلم وداد مع أم كلثوم عام 1939، حيث جسد دور التاجر الثري الذي تقع في حبه البطلة، وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية التي أظهرت براعته في تجسيد الشخصيات الرفيعة، مثل دوره في فيلم تحت السلاح عام 1940 كرجل ذو ثروة ونفوذ، وفي خفايا الدنيا عام 1942 كرجل غني أرستقراطي، وصولًا إلى دوره في فيلم رد قلبي عام 1957، حيث قدم شخصية الأمير إسماعيل كمال التي تركت بصمة كبيرة في ذاكرة الجمهور.
كما أبدع أحمد علام في أداء دور السيد المسيح في فيلم آلام السيد المسيح عام 1939، إخراج محمد عبد الجواد وبمشاركة توفيق الدقن وسميحة أيوب، وهو الدور الذي أكد تنوع موهبته وقدرته على تجسيد الشخصيات الدينية والتاريخية بجلال وهيبة.
تكريمه وأواخر حياته
حصل أحمد علام على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1960 في عيد العلم الثاني، تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة وإسهاماته في المسرح والسينما المصرية. ومع تقدمه في العمر، فقد بصره في أواخر أيامه، مما منعه من الاستمرار على خشبة المسرح، فسافر إلى ألمانيا للعلاج دون أن يستعيد قدراته البصرية، لكنه استمر في التأثير على الأجيال من خلال تدريسه ومقالاته وخبرته الطويلة.
إرثه الفني والثقافي
ترك أحمد علام إرثًا غنيًا في السينما والمسرح، ليس فقط من خلال أدواره السينمائية والمسرحية، بل أيضًا عبر تأسيس نقابة الممثلين، وتدريب جيل جديد من الفنانين، والمساهمة في تطوير المسرح القومي، وإصدار المجلات الفنية، والعمل كمدرب ومستشار للتمثيل.
لقد ظل اسمه مرتبطًا بالأدوار الأرستقراطية والهيبة على الشاشة، وخلد في وجدان الجمهور كأحد أبرز الفنانين الذين أثروا الحركة الفنية المصرية في القرن العشرين.