حشد عدد من المتطوعين جهودهم هدفا لترميم وإنقاذ كنيسة قوطية عمرها أكثر من 600 عام في شمال رومانيا وتحديدا في مقاطعة "بيستريتسا"، حيث بدأت أعمال الترميم قبل أيام قليلة، والتي تتطلب أكثر من 30 ألف يورو.
وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، في نشرتها الفرنسية، اليوم /الثلاثاء/، أن فرصة البدء في أعمال ترميم المبنى، الذي يعاني من حالة متقدمة من الإهمال، أتيحت بفضل حملة تبرعات أطلقها مقدرو التراث الثقافي لترانسيلفانيا.
من جانبها، أوضحت "لافينيا كوشيوبي" المهندسة المعمارية ورئيسة جمعية "بيترو إيتالوس ترست"، التي تنسق المشروع، أن هذا المشروع ينفذ بالشراكة مع المجتمع المحلي في قرية "كورفينيشتي" والأبرشية الأرثوذكسية.
وقدرت الجمعية ميزانية الترميم بنحو 30 ألف يورو ولجمع التبرعات وتنفيذ المشروع، قررت جمعية "بيترو إيتالوس ترست" إطلاق حملة تبرعات.
وأكدت "كوشيوبي" وهي في غاية السعادة، أن "اسم كل متبرع يقدم 30 ليوا [نحو 90ر5 يورو] لتمويل شراء (قرميدة) سينقش عليها".
ويعمل حاليا 17 متطوعا فقط في الكنيسة القوطية ومعظمهم طلاب هندسة معمارية من جميع أنحاء البلاد.
وأضافت المهندسة المعمارية، أن "الأمر ليس صعبا بالضرورة. عليك فقط أن تعتاد على هذه المهام الجديدة حتى تصبح أمرا طبيعيا".
وصرحت طالبة لم تفصح عن هويتها بأنها "تعلمت أشياء عديدة، منها أمور عملية، وأخرى عن التراث. ففي إنجلترا، درستُ العمارة الإنجليزية بشكلٍ رئيسي".
وتعد كنيسة "كورفينيشتي" الصغيرة مثالا على التعاون بين الأديان. فقد أقيمت فيها الصلوات باستمرار لستة قرون، بداية على مستوى الطوائف الكاثوليكية، ثم اللوثرية، ثم الأرثوذكسية، حتى بناء الكنيسة الجديدة في القرية.
يشار إلى أن كنيسة بيستريتسا الإنجيلية هي معلم مهم في مدينة بيستريتا برومانيا، وتمثل رمزا لها وتشتهر بتصميمها المعماري القوطي وباعتبار برجها الأعلى في رومانيا، والذي يصل ارتفاعه إلى 75 مترا.
يذكر أن (القرميدة) عبارة عن قطع من الطين أو الفخار يتم تصنيعها في الأصل لاستخدامها في تغطية سطح المنازل والمباني، وتمتاز بالمتانة والجمال. ويتم تثبيتها على السطح باستخدام الأسمنت أو الجبس أو القطع الخشبية.