د. حسن خطاب
لم يصدق الشعراء في مدح ولا وصف إلا مدح ووصف النبي محمد ، فما مدح المادحون مثله قط ولا وصف الواصفون أجمل منه .
بل إن كل مدح فيه مغالاة إلا مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكل وصف فيه لا يبلغ حقيقته لأنه صلى الله عليه وسلم فوق الوصف ولايبلغ حقيقته أحد من الخلق ولهذا يتغنى الشعراء بجمال صورته وعظيم أخلاقه وحسن طلعته وولادته لأنه ليس كسائر البشر بل هو أفضل البشر صلى الله عليه وسلم وما أجمل قول :
لمـا بـدا فـي الأفــق نــورُ محـمـدٍ…..كالبـدر فـي الإشـراق عنـد كمالـهِ
وأخضرَّ وجهُ الأرضِ ليلةَ وضعهِ…..وانـهـل كــل الـغـيـث باستـهـلالـه
نشـر السـلام علـى البـريـة كلِّـهـا…..وأعـاد فيـهـا الأمــن بـعـد زوالــهِ
وأقـام شعبـاً عـاشَ طـولَ حيـاتـهِ……متخبـطـاً فــي جـهـلـهِ و ضـلالــهِ
مـازل يسقـط فـي مهـاوى شركـهِ…..و يذوق طعم المـوت مـن أهوالـهِ
حتـى أتتـه مــن الـرسـولِ هـدايـة…..فـكّـتـهُ بالتـوحـيـد مـــن أغــلالــهِ
لاتحسبـوا بالبطـشِ قــوّم شعـبـه…..أو قـــادهُ لـلـحــق فــــوقَ قـتـالــهِ
أخـلاقـهُ غــزت القـلـوب بلطفـهـا……قـبـل اسـتــلال سـيـوفـه و نـبـالـهِ
مـافـي البريّـةِ قــطُّ مـثـلُ محـمـدٍ…….في حسنِ سيرتهِ و سمحِ خصالهِ
ومن قبل هتف شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه عندما رآه، وكان يرنو هجاءه استجابة لطلب أهل مكة لكنه عدل عن طلبهم إلى مدحه ووصفه بما لم يأت في وصف أحد غيره ، فقد ورد أن كفار قريش أعطوا لحسان بن ثابت رضي الله عنه مبلغا من المال وذلك قبل إسلامه ليهجو النبي صل الله عليه وسلم أي يقول به شعرا يذكر عيوبه فوقف حسان على ربوة ينتظر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتي لينظر إلى صفة من صفاته فيهجوه بها
فمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلما رآه حسان رجع إلى قريش ورد لهم المال
وقال هذا مالكم ليس لي فيه حاجة
وأما هذا الذي أردتم أن أهجوه
اللهم إني أشهدك أن أشهد انه رسول الله
فقالوا ما دهاك ما لهذا أرسلناك فأجابهم بقوله:
لما رأيت أنواره سطعت .. وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته .. فلست أنظره إلا على قدري
روح من النور في جسم من القمر .. كحلية نسجت من الأنجم الزهر
.و قال في الرسول صلى الله عليه و سلم بعد إسلامه :
وأحسن منك لم تر قط عيني ......... وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب .......... كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
وكانت هذه هي قصة إسلام الصحابي الجليل حسان بن ثابت. رضي الله عنه الذى أسلم بمجرد رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم وإذا انتقلنا من شعر حسان رضي الله عنه الى أمير الشعراء حيث يعد أحمد شوقي أمير الشعراء وأحد رواد الحركة الأدبية في العصر الحديث ، ويعد رائدا من رواد التجديد على مستوى الكلمة والخطاب الشعري الذي يسهم في تطور المجتمع وازدهاره بما يحقق الريادة الفكرية والأدبية، في كل مجالات الحياة ، ولقد ابدع شوقى رحمه الله في قصائده التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم وقدم صورة صادقة عبر فيها عن أعظم شخصية في الوجود وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم فنراه يجسد صورة لمولد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم وإشراق الكون بمولده وفرحة الوجود بمقدمه ومولده بما لم يرد في قصيدة أخرى بهذه الصورة الفريدة التي صور فيها الضياء الذي عم الكون والسعادة التي جعلت الزمان مبتسما فرحا وسرورا وابتهاجا بمولده صلى الله عليه وسلم ، حتى أن السماء لما بشرت بمولده تزينت وامتلأ الكون بعبير مسك أنواره حتى إن اليوم الذي أشرقت فيه أنوار مولده يتيه فخرا على الزمان كله لأنه يوم مولد أعظم الخلق فهو أعظم يوم في الزمان
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه ومساءه بمحمد وضاء
هذا الوصف لبشائر المولد وإشراق النور لمبين الذي جعل الكائنات والزمان والسناء والغبراء لم تر فرحة وسعادة بيوم مثل يوم المولد الذي يعد علامة في التاريخ بمثابة قمر منير أو شمس يشع نورها ليضيء منذ فجر الدنيا حتى قيام الساعة، بنور سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، تلك الشخصية التي جعلها الله نورا وهداية للعالمين جميعا، فالأنبياء من لدن آدم يبشرون بقدومه وكلهم من رسول الله ملتمس فهو صلى الله عليه وسلم نبي الأنبياء وخاتمهم وقدوة العالمين جميعا ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم صورة ومعنى للكمال البشري خلقا وخلقا بالجمال توحد صلى الله عليه وسلم ولهذا قالت السيدة عائشة كان خلق رسول الله القرآن ، ولهذا جاءت الاوصاف الشريفة له صلى الله عليه وسلم في قصيدة ولد الهدى معبرة عن أجمل وصف وأعلى ثناء وأعظم خلق يوصف به بشر لايتحقق الا في وصف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل نوي جمالا أحسن وأبهى من جمال صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم
زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا رحمت فأنت أُم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
ولقد حرص أمير الشعراء أن يضمن مدحه أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ليغرس في النفوس القيم الإنسانية التي تعلى من شأنها وترفع من قدرها وهى تتعرف على صاحب الرسالة العصماء صلى الله عليه وسلم وبذلك يتبين لنا بوضوح أنه كان صاحب رسالة مزدوجة تحمل اتجاهات متعددة منها ما يلي:
الأولى: رسالة تجسد روح الاسوة والقدوة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم في صور متعددة تأخذ بلباب القاريء والسامع ، وتشحذ ذهنه وفكره ليحقق الاسوة والقدوة بالحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم ،فهو صورة الأخلاق العظمى التي لاتوجد في غيره وهى الصورة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم حيث إنه بعث ليكمل محاسن الاخلاق ، ولهذا لا تستقيم حياة فرد ولا أمة الا بالأخلاق ولهذا نراه يقول:
إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويبين أثر الاخلاق على المجتمع فيقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
فهذه الرسائل الشعرية التي تحمل معانى الحكمة والموعظة والقيم التي لا غنى عنا للمجتمع ، وتلك رسالة للشعراء الذين يحملون على عاتقهم مهمة إصلاح المجتمع والارتقاء به وازدهاره، فالشعر ليس مجرد تسلية ولاكلمات يتغنى بها ولكن له وظيفة ورسالة، وهذه الرسالة لا يحملها الا الشعراء الكبار أمثال شوقي وحافظ إبراهيم في العصر الحديث وابن الفارض والفضيل والشافعي وابن المبارك وغيرهم
الثانية: رسالة مدح وتحدث بنعم الله تعالى، لأن المدح ليس تعاظما ولاتكلفا وإنما بيان حقيقة لاتظهر الا من خلال رسالة شعرية خفيفة هادفة ، ترمى بظلالها في الافاق وترسم صورة نقية يظهر فيها الطهر والنقاء والشرف والكمال البشري المملوء بأنور الله تعالى والتي يراها كل قلب نقى ونفس زكيه وهمة عالية لإظهار فضل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الامة الإسلامية بإرسال خير البرية صلى الله عليه وسلم ، فلا يبصره الا من كان نقيا وصاحب همة ونفس صافية ، فياتى المديح الممزوج بأوصاف جمال سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ليجسد صورة للإنسانية لمن يبحث عن السعادة الأبدية المستمدة من هدى القران الكريم والسنة النبوية ،والصورة التطبيقية في أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلوكه ، ويبذل قصاري جهده في أن يبين للناس جميل أوصافه وعظيم أخلاقه وخصاله التي يتشوف المقتدون للتأسي والتأدب يها والسير على هديها ومنوالها ولقد تميز شوقي بك في أشعاره ومدائحه النبوية حتى فاق شعراء عصره بفضل تلك القصائد التي تنظم عقدا يتناول جوانب العظمة في شمائله وخصائصه وفضائله ومعجزاته، ولقد أتت أشعاره في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تحمل مع جمال الوصف ومحسن الصورة دعوة للتحلى بالقيم والمثل والأخلاق الحميدة التي ربما لاتوجد الا في شعر امير الشعراء وهاهو يبين في قصيدة :
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا
وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا
تأتى القصيدة مشحونة بالحكم والدعوة للتخلق بالقيم والأخلاق مثل قوله :
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا
وكذلك ما تضمنته القصيدة من الحكم والامثال التي لها أثرها في حياة الفرد والمجتمع مثل قوله:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
وتعد تلك الحكم والامثال والدعوة للقيم بمثابة تهيئة لنفس السامع والمتلقي أن تتهيأ نفسه لتتلقى ما يعبر به عن مولد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم لأنه ليس حدثا عاديا وإنما هو أعظم حدث في الوجود لأنه صلى الله عليه وسلم هو النور المبين والرحمة المهداة من الله تعالى للعالمين جميعا ولذا كان ختام القصيدة بقوله:
تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا
وَأَسدَت لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ ي َداً بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجاً مُنيراً كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا
فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نوراً يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكاً وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
أبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري ب ِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا
وكذلك في نهج البردة وما تضمنته من قيم وحكم وأوصاف لا يمكن أن تتناولها الأقلام الا من خيال وحى نهج البردة لأمير الشعراء وقد بدأ القصيدة بقوله:
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ
ثم يدعوا بالحكمة الى التخلق بالقيم والأخلاق الحميدة فيقول:
صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ
والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ
ويجعل ذلك كمقدمة للحديث عن صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم فيقول:
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ
ثم يتعجب من المشركين الذين لقبوه في صغره بالأمين ومع ذلك عاندوا واستكبروا فلم يؤمنوا به ووصفهم بالجهل لأنهم ناقضوا نفسهم :
يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ؟
لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ
فـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْ بـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِ
ثم يسير في قصيدته يبين خصائص وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم وما أعطاه الله من معجزات فاقت ما أعطى الله النبيين من قبل فيقول في فضل القرأن المجيد:
جـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمت وجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ
آياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌ يَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِ
يكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ يـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِ
ويجعل في قصيدته صورا بديعه تشمل أكثر المعجزات التي أيد الله بها نبيه كمعجزة الاسراء ومافيها فيقول:
أَســرَى بـك اللـهُ ليـل، إِذ ملائكُـه والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ
ويجعل من مولده انطلاق بشائر لم تكن من قبل أشرقت وسرت مسري النور في الظلم فكانت شمس تجلى للعالمين جميعا :
سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده في الشّرق والغرب مَسْرى النّور في الظلمِ
تخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍ وطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِ
رِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعت مـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِ
أَتيـتَ والنّـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ
والأَرض مملــوءَةٌ جـورً، مُسَـخَّرَةٌ لكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِ
وبعد رحلة طويله من الموضوعات المتعددة والمتنوعة في تلك القصيدة الغراء يعود ليختم قصيدة بالدعاء والرجاء والتعلق بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم لما له من جاه عند الله تعالى ، فما أجمله من شاعر إنسان يتضرع ويتذلل ، يتضرع الى الله تعالى ،يسأل اللطف ليس لنفسه ،ولكن للأمة وكل المسلمين ، فما أجملها من نفس يظهر ما فيها من حب ورفق وحنو وشفقه للمسلمين جميعا ، فما أجمله من ختام.
فـألطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بنا ولا تزدْ قومَــه خسـفً، ولا تُسـمِ
يـا ربِّ، أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين به فتمِّـم الفضـلَ، وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ
وهكذا يظهر من قصائد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أنها لم تكن مقصورة على المدح وإنما جاءت القصيدة تجسد صورة من الدعوة الإصلاحية والتوعوية التي تعمل على إصلاح المجتمع وارتقائه وتحمل هموم الامة وترسل رسائل دعوية وإصلاحية وتربوية لاحصر لها .وهو بذلك يجعل للشعر رسالة لها مضامين متعددة ووظائف لا تنتهى ، كما يربط بين الماضي والحاضر ويشكل صورة تجمع بين أوصاف وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم مع معجزاته وخصائصه ،ليكون بقصائده داعيا الى الله ورسوله ويحبب الناس في الإسلام ورسول الإسلام ويواجه العنف والتشدد والإرهاب ، لانه يبين أن النبيى صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للناس جميعا وكل خصاله تفيض بالرحمة للعالمين جميعا فلله دره وهو يقول:
إذا رحمت فأنت أُم أو أب
هذان في الدنيا هما الرحماء
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي بك وصلى الله على سيدنا محمد وآلة وصحبه وسلم .