رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبواب الجحيم تفتح على مصراعيها.. سيناريوهات الصراع الإيراني - الإسرائيلي القادم

5-9-2025 | 14:51


تل أبيب - طهران

محمود غانم

تتشابك السيناريوهات مجددًا لتقود إلى مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران، يُتوقّع أن تكون أشد قسوة من سابقتها التي استمرت 12 يومًا تبادل خلالها الطرفان ضربات مدمرة، وسط مخاوف من انخراط أطراف إقليمية ودولية، بما يهدد استقرار المنطقة الملتهبة أصلًا.

ومنذ توقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية في يونيو الماضي، لم تتوقف رسائل التهديد المتبادلة، في إطار حرب كلامية متجددة بين طهران وتل أبيب

وتبدو إيران هذه المرة أكثر حرصًا على تفادي الأخطاء السابقة، بعدما تعرضت لاختراق داخلي نفذه عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي، الذين ساهموا في الضربة الأولى التي شنتها تل أبيب على طهران فجر 13 يونيو

في المقابل، تسعى إسرائيل إلى ترميم منظومتها الدفاعية وتطوير أساليب جديدة للتعامل مع الصواريخ الإيرانية التي ألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الحرب الماضية، وسط تعتيم رسمي على حجم الأضرار

ويرى مراقبون أن المواجهة التي اندلعت في يونيو لم تُحسم بعد، خصوصًا في ظل رفض إسرائيل إصلاح المواقع النووية والباليستية التي تضررت آنذاك.

نذر حرب
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زادة، أمس، إن احتمالات اندلاع مواجهة مع إسرائيل "واردة وكبيرة"، رغم محاولات بلاده تجنيب المنطقة "حربًا بلا نهاية".

جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد الحرس الثوري الإيراني أن طهران قادرة على جعل إسرائيل "تندم" إذا وقعت الحرب.

ومن المرجّح أن لا تكون إيران الطرف المبادر ببدء الجولة المقبلة من الصراع، بل ستكون إسرائيل، وذلك استنادًا إلى عدة اعتبارات، أبرزها حرص طهران على تفادي منح تل أبيب فرصة حصد التعاطف الدولي والظهور بمظهر المعتدى عليه لا المعتدي، في وقت يُوفّر فيه الدعم الأمريكي اللامحدود غطاءً دبلوماسيًا وعسكريًا لإسرائيل.

ولا يزال القادة الإسرائيليون يعلنون صراحة عن رغبتهم في اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وتدمير البرنامج النووي الإيراني، باعتباره هدفًا استراتيجيًا.

ويرجّح مراقبون أن تشهد المعركة المقبلة دخول أطراف داعمة لطهران، وفي مقدّمتها حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، في حين يُتوقع أن تكون الولايات المتحدة الطرف الداعم لإسرائيل، كما حدث في الحرب الأخيرة.

طهران لن تبادر 
وبينما تبدو أبواب الجحيم مفتوحة على مصراعيها، يؤكد الدكتور علاء السعيد، خبير الشأن الإيراني، أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مساعد وزير الخارجية الإيراني بشأن الاستعداد لمواجهة محتملة مع إسرائيل لا تعكس في الحقيقة قوة بقدر ما تكشف عن أزمة عميقة تعيشها طهران سياسيًا وعسكريًا.

وأوضح السعيد، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن إيران تدرك جيدًا أن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في هذه المرحلة أمر شبه مستحيل، بسبب ضعف بنيتها العسكرية التقليدية وغياب الغطاء الدولي لأي عملية من هذا النوع.

وأكد أن الجيش الإيراني يعاني من تراجع في قدراته الجوية والدفاعية مقارنة بالتطور التقني الهائل للترسانة الإسرائيلية، كما أن العقوبات الاقتصادية المتراكمة أثرت سلبًا على قدرته على تحديث أنظمته القتالية.

وعلى المستوى السياسي، أضاف خبير الشأن الإيراني أن طهران تعيش عزلة متزايدة حتى بين حلفائها التقليديين، وتواجه أزمات داخلية حادة تتعلق بالاقتصاد والاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ العام الماضي، ما يجعل أي مغامرة عسكرية مجازفة خطيرة قد تهدد استقرار النظام نفسه.

وفي حال اندلاع مواجهة، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله إيران هو تفعيل أدواتها الإقليمية مثل بعض فصائل ما يُسمى "محور المقاومة" في لبنان أو اليمن أو العراق، لكن حتى هذه الورقة لم تعد بنفس الفاعلية كما في السابق، بسبب الضغوط الدولية وتراجع التمويل الإيراني نتيجة العقوبات، بحسب السعيد.

ورأى أن التصعيد الكلامي الإيراني موجه بالدرجة الأولى للداخل الإيراني لرفع المعنويات، وليس استعدادًا فعليًا لخوض مواجهة مع إسرائيل.

تل أبيب متفوقة 
وعلى الجانب الآخر، قال السعيد إن تل أبيب تمتلك تفوقًا عسكريًا نوعيًا يجعلها قادرة على شل القدرات الإيرانية خلال ساعات إذا اندلعت أي حرب مباشرة.

  • وبناءً على المعطيات الحالية، أوضح أن طهران تلوح بالقوة بينما تفتقر إليها فعليًا، وتحاول استخدام التهديدات الإعلامية كأداة للردع، لكنها في الواقع تسعى بكل الوسائل لتجنب أي صدام مفتوح قد يكشف هشاشتها السياسية والعسكرية.
    سيناريوهات الصراع
    لكن في حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، يتوقع السعيد أن تتجه السيناريوهات نحو ثلاثة مسارات محتملة:
    حرب قصيرة ومحدودة تقتصر على تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين الجانبين دون توسع إقليمي واسع.
    تصعيد إقليمي أوسع عبر تدخل فصائل مسلحة موالية لإيران في لبنان واليمن والعراق، مما قد يجر المنطقة إلى فوضى أمنية شاملة.
    تدخل قوى دولية كبرى تساند الطرفين أو أحدهما، وهو السيناريو الأقل احتمالًا، لكنه قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة يصعب السيطرة عليها.