في السادس من سبتمبر، تحل ذكرى ميلاد الطبيب والعالم الأسكتلندي جون جيمس ريكارد مكليود، أحد أبرز الأسماء في تاريخ الطب الحديث، والذي شارك في اكتشاف هرمون الإنسولين، فاتحًا بذلك باب الأمل أمام مرضى السكري حول العالم.

ولد مكليود عام 1876 في بلدة كلوني بمقاطعة بيرثشاير في أسكتلندا، ونشأ في كنف أسرة متواضعة، حيث كان والده قسًا، درس الطب في جامعة أبردين، وتخرج منها عام 1898، ثم تابع دراسته في جامعة لايبتزج الألمانية، قبل أن يبدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة لندن، ومنها إلى الولايات المتحدة وكندا.

في عام 1921، تعاون مكليود مع الطبيب الشاب فردريك بانتنج والطالب تشارلز بست في جامعة تورنتو، لإجراء تجارب على البنكرياس بهدف فهم آلية مرض السكري، وبفضل إشراف مكليود العلمي واقتراحه استخدام خلاصة البنكرياس وريدياً، نجحت التجارب في استخلاص مادة فعالة هي الإنسولين، التي أثبتت قدرتها على خفض مستويات السكر في الدم لدى الكلاب المصابة بداء السكري.

وفي عام 1923، مُنح مكليود جائزة نوبل في الطب مناصفة مع بانتنج، تقديرًا لهذا الاكتشاف الثوري، وقد اقتسم مكليود نصيبه من الجائزة مع الكيميائي جيمس كوليب، الذي ساعد لاحقًا في تنقية الإنسولين ليصبح صالحًا للاستخدام البشري.

رغم الجدل الذي أثير لاحقًا حول حجم مساهمته مقارنة بزملائه، فإن مكليود يُعد من رواد علم وظائف الأعضاء، وله مؤلفات علمية بارزة مثل:

- التطورات الحديثة في علم وظائف الأعضاء (1905)

- البول السكري وفسيولوجيته المرضية (1925)

- أيض الكربوهيدرات والإنسولين (1926)

عاد مكليود إلى جامعة أبردين عام 1928، حيث شغل الكرسي الملكي لعلم وظائف الأعضاء حتى وفاته في 16 مارس 1935، عن عمر ناهز 58 عامًا.