موزمبيق تحصل على دعم من البنك الدولي لأكبر مشروع كهرومائي في جنوب القارة الإفريقية
حصلت موزمبيق على دعم من البنك الدولي لمشروع محطة "مفاندا نكوا" الكهرومائية، التي تُعد أضخم مشروع من نوعه في جنوب القارة الإفريقية منذ نصف قرن، بتكلفة تتراوح بين 5 و6 مليارات دولار.
وذكرت شبكة "إيه بي سي" نيوز الأمريكية، أنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل المحطة عام 2031 بقدرة إنتاجية تبلغ 1500 ميجاواط، ما سيسهم في تقليص عجز الكهرباء في المنطقة، الذي يصل إلى نحو 10 آلاف ميجاواط.
ويأتي المشروع في إطار خطة حكومية لربط جميع السكان البالغ عددهم 33 مليون نسمة بالكهرباء بحلول عام 2030، بالاعتماد أساسًا على مصادر الطاقة المتجددة.
ومنذ عام 2018، تضاعفت نسبة الحصول على الكهرباء تقريبًا في موزمبيق، لترتفع من 31% إلى 60% في عام 2024، بفضل جهود شركة الكهرباء الحكومية التي أوصلت الكهرباء إلى أكثر من نصف مليون منزل العام الماضي، وتخطط لزيادة العدد العام الجاري.
وعلى الرغم هذه النجاحات، ما زالت التحديات قائمة بسبب المساحة الواسعة للبلاد وصعوبة تغطيتها بالكامل عبر الشبكة الوطنية، ما يجعل الحلول خارج الشبكة – خصوصًا عبر الطاقة الشمسية – خيارًا مهمًا، إذ توفر حاليًا نحو 10% من الكهرباء في البلاد.
ولا يموّل البنك الدولي المشروع بشكل مباشر، بل يوفر دعمًا فنيًا وماليًا عبر التمويل الميسر وخطوط النقل وضمانات المخاطر، بينما تتولى شركات عالمية مثل "توتال إنرجيز" و"إلكتريسيتي دو فرانس" تطوير المحطة، يعكس هذا النهج تحولًا في سياسات التمويل الدولي، حيث تتجه المؤسسات متعددة الأطراف نحو تشجيع الاستثمار الخاص بدل الاعتماد الكامل على المنح والمساعدات.
ويمثل مشروع "مفاندا نكوا" فرصة اقتصادية مهمة لموزمبيق، ليس فقط لسد احتياجاتها المحلية، ولكن أيضًا لتصدير الكهرباء إلى دول الجوار مثل جنوب إفريقيا وزيمبابوي، ما قد يدر عملات أجنبية تحتاجها البلاد بشدة.
لكن في الوقت نفسه، تثار مخاوف بشأن الأعباء المالية المتزايدة، إذ بلغ الدين العام لموزمبيق نحو 17 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، فيما أنفقت 2.1 مليار دولار على خدمة الدين في عام 2023، ويرى خبراء محليون أن التركيز يجب ألا ينصب فقط على المشاريع العملاقة، بل أيضًا على مشروعات محلية أصغر تلبي احتياجات المناطق الريفية النائية، حيث يعيش معظم السكان.
ورغم الصعوبات التاريخية والسياسية والاقتصادية التي واجهتها موزمبيق منذ الاستقلال عام 1975، فإن وصول الكهرباء إلى أحياء فقيرة في العاصمة مابوتو يمنح الأمل لسكانها، وبالنسبة للبعض، مثل أصحاب المشروعات الصغيرة، توفر الكهرباء بداية جديدة وحياة أفضل، ما يعكس الطموحات التي يحملها مشروع "مفاندا نكوا" لمستقبل البلاد.