في مثل هذا اليوم من عام 1830، وُلد فردريك ميسترال، أحد أبرز شعراء فرنسا في القرن التاسع عشر، والرجل الذي نذر حياته لإحياء لغة وثقافة بروڤانس، ليصبح أول شاعر يكتب بالأوكيتانية ويحصد جائزة نوبل في الأدب.

ولد ميسترال في بلدة مايانا قرب آرل بجنوب فرنسا، لعائلة ريفية متواضعة، درس الحقوق في مدينة إيكس أون بروفانس، لكنه سرعان ما ترك القانون ليكرّس حياته للأدب والشعر، لم يكتب بالفرنسية كما فعل أبناء جيله، بل اختار أن يكتب بلغة الأوكيتان، لغة أهل الجنوب، التي كانت مهددة بالاندثار.

شاعر الأرض والهوية
في عام 1859، نشر ميسترال ملحمته الشعرية الشهيرة (ميرايو)، التي تحكي قصة حب مأساوية بين شاب فقير وفتاة من عائلة غنية، وسط طبيعة بروڤانس الساحرة، نالت القصيدة إعجاب النقاد، وحازت على جائزة الأكاديمية الفرنسية بعد عامين من صدورها، واعتُبرت من روائع الأدب الأوروبي.

أسس ميسترال حركة فليبريج عام 1854، إلى جانب ستة شعراء آخرين، بهدف إحياء اللغة والثقافة الأوكيتانية، كما ألّف معجمًا ضخمًا بعنوان لو تريزور دو فيليبريج (كنز فليبريج)، يُعد من أهم المراجع اللغوية للغة بروڤانس.

جائزة نوبل في الأدب
في عام 1904، حصل ميسترال على جائزة نوبل في الأدب مناصفةً مع الكاتب الإسباني خوسيه إتشيجاراي، تقديرًا "لعفويته المنعشة، وقريظه الفني الذي يعكس بأمانة تامة مناظر وحياة الريف في موطنه، ونشاطه كباحث لغوي".

توفي فردريك ميسترال في 25 مارس 1914 عن عمر ناهز 83 عامًا، وترك خلفه إرثًا أدبيًا ولغويًا لا يزال حيًا في جنوب فرنسا.