نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، اليوم /الأحد/ مؤتمرًا لدعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من خلال إلقاء الضوء على تجربة الأسير الفلسطيني "أسامة الأشقر"، الذي قضى 23 عامًا في سجون الاحتلال.
وأقيمت الفعالية بقاعة محمد حسنين هيكل في الدور الرابع بمبنى النقابة، حيث تضمنت مناقشة وتوقيع كتابي أسامة الأشقر (للسجن مذاقٌ آخر)، و(رسائل كسرت القيد) الصادرين عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، بالإضافة لفقرة فنية على أنغام العود أحياها المطرب وعازف العود أحمد نبيل.
وخلال الفعالية قال خالد البلشي نقيب الصحفيين، إن احتفالية اليوم لها طابع خاص حيث الأسير المحرر أسامة الأشقر يمثل نموذجًا لمعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
وأضاف "نحن لا نتحدث عن أرقام، بل عن بشر لهم أحلامهم وطموحاتهم، يصرون على الحياة ويجسدون النضال الفلسطيني المستمر" مشيرًا إلى أن أكثر من 62 ألف روحا فلسطينية فقدت نتيجة اعتداءات الاحتلال، مشددًا في الوقت ذاته على الحاجة إلى توثيق حجم الفاجعة.
وأعلن البلشي إطلاق مبادرة تحت شعار " العدالة لشهداء الصحافة الفلسطينية " مشيرا إلى ان الآلاف الذين يدفعون الثمن داخل سجون الاحتلال هم قصص بطولة تروىها وتتوارثها الأجيال.
من جانبه .. أكد محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين ، أن ما تشهده المنطقة من مخططات إسرائيلية يمثل تهديدًا خطيرًا يتطلب تكاتفًا حقيقيًا من جميع القوى الوطنية والعربية لمواجهته وتنحية كثير من الخلافات.
وقال كامل إن مشروع التهجير الذي تسعى دولة الاحتلال إلى فرضه ليس جديدًا، لكنه يتجدد اليوم في ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار إلى أن إسرائيل تستهدف تقويض الوجود الفلسطيني من جذوره، وهو ما يجعل من قضية الأسرى والشهداء عنوانًا للصمود والمقاومة، داعيًا إلى تحويل هذه القضايا إلى رواية موحدة توثق المأساة وتنقلها إلى الأجيال القادمة.
ودعا الأسير المحرر أسامة الأشقر جميع الأسرى المحررين المشاركين للصعود إلى المنصة، مؤكدًا أن كل واحد منهم يمثل قصة ومعاناة تستحق أن تُروى.
وقال الأشقر "أتيتكم بذاكرة لا يمكن أن تقيدها جدران، وبلسان لم تفلح سنوات السجن في إسكات نبضه ، فالكتابة في الأسر فعل حياة يوازي إطلاق الرصاص".
وأوضح الأشقر أنه يتحدث باسم أكثر من 11 ألف أسير، بينهم نحو 400 طفل و700 حالة مرضية، ما تزال أصواتهم محاصرة خلف الزنازين، مضيفا "لسنا مجرد أرقام في سجون الاحتلال، نحن بشر لنا أحلام وطموحات، معركتنا ليست معركة حدود، بل معركة وجود ".
أما الدكتور محمد غريب أمين سر حركة فتح بالقاهرة، فقد توجه بالتحية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن مليون فلسطيني ذاقوا مرارة الاعتقال منذ عام 1967، وأن كل بيت فلسطيني يعرف معنى الأسر. وأضاف أن أسامة الأشقر واحد من هؤلاء الأبطال الذين فقدوا سنوات طويلة خلف القضبان، لكنه استطاع أن يحول التجربة إلى نصوص أدبية توثق الوجع وتنتصر للحياة.
واختتم غريب بقوله إن كتابات الأشقر تثبت أن الكلمة قادرة على كسر القيود، مؤكدًا أن الأسرى هم طليعة النضال الفلسطيني وركيزة صمود شعبه.
وأكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما يجري في إسرائيل يعكس وجود مخططات إجرامية خطيرة ذات أبعاد عسكرية وأمنية المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين ويتطلب موقفًا عربيًا موحدًا، مشددًا على ضرورة التعامل بجدية مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تغيير خريطة الشرق الأوسط.
وأوضح فهمي، خلال مشاركته في فعالية "الحرية للأسرى البواسل" بنقابة الصحفيين المصريين، أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر حتى فجر اليوم على أكثر من 45% من مساحة مدينة غزة، وأن المفاوضات الدائرة تجري تحت القصف، وهو ما يجعل الترتيبات الأمنية في صدارة الأولويات.
وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك خططًا مدروسة داخل مراكز الأبحاث والدراسات، وليست مجرد روايات إعلامية، داعيًا إلى ضرورة فهم "العقل الإسرائيلي" لمعرفة طبيعة توجهاته وأهدافه الحقيقية.
كما أكد فهمي أن مخططات التهجير الإسرائيلية تمثل خطرًا جسيمًا، لا يقتصر على الواقع الفلسطيني وحده ، بل يهدد استقرار المنطقة بأكملها ، مؤكدًا أن مواجهتها تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا وصلبًا.
وأكد الدكتور حيدر الجبوري مدير إدارة شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية، أن فلسطين تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف الأمن القومي العربي، موجّهًا التحية إلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال الجبوري، خلال مشاركته في فعالية "الحرية للأسرى البواسل" التي استضافتها نقابة الصحفيين، إن تسليط الضوء على وثيقتي الأسير المحرر أسامة الأشقر خطوة بالغة الأهمية، تعكس الدور المصري التاريخي في رعاية الحق الفلسطيني والدفاع عنه.
وأوضح أن القضية الفلسطينية حاضرة دائمًا كبند رئيسي على أجندة جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة عملت على توثيق الجرائم المرتكبة بحق الأسرى في تقاريرها ومشروعاتها التوثيقية، كما أنشأت صندوقًا لدعم الأسرى وإعادة تأهيلهم بعد التحرر.
وأضاف أن الجامعة نظمت سلسلة من الإصدارات التي ترصد تجارب الأسرى المحررين، بينها وثائق مهمة تكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، وتتيح للقارئ العربي والدولي الاطلاع على معاناة متواصلة تستدعي تحركًا جادًا على المستويين الإعلامي والسياسي.