انتقدت مجموعة بحثية مستقلة سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الطاقة النظيفة وحملته مسؤولية تباطؤ التزام الولايات المتحدة بمعايير خفض الانبعاثات الكربونية خلال الـ15 عاما المقبلة، مشيرة إلى إنهاء محفزات الطاقة النظيفة مقابل تشجيع استهلاك الوقود الأحفوري.
وكشف تقرير مجموعة "روديوم" البحثية المستقلة أن المتوسط السنوي للانبعاثات الكربونية يتوقع تراجع سرعته إلى نسبة 0.4 في المائة بحلول نهاية عام 2040، مقارنة بنسبة 1.1 في المائة ما بين 2005 و2024.
وتوقع باحثو المجموعة انخفاض الانبعاثات الكربونية السنوية في الولايات المتحدة بنسبة بين 26- 35% بحلول عام 2035، في ظل استمرار تلك الظروف، وهو ما يمثل تحولاً جوهرياً منذ توقعات العام الماضي بنسب بين 38- 56% في المائة.
وأرجع باحثو "روديوم" ارتفاع توقعات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى إلغاء إدارة ترامب للامتيازات الائتمانية الضريبية على الطاقة المتجددة واللوائح التنظيمية البيئية، فضلاً عن الارتفاع الحاد للطلب على الكهرباء بسبب مشروعات الذكاء الاصطناعي.
كما توقع تقرير "روديوم" أن ترتفع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة مجدداً في أواخر ثلاثينيات هذا القرن، لأول مرة منذ عام 2007، إذا لم يتم استعادة السياسات المشجعة على التحول من الغاز الطبيعي والفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
من جهته، يقول مدير سياسة المناخ في "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية"، بوب وورد، إن أفعال إدارة ترامب تعني أن الاقتصاد الأمريكي سوف يتبنى سياسات الطاقة النظيفة بوتيرة أبطأ من الاقتصادات الرئيسية المنافسة له مثل أوروبا والصين، ما يجعله عرضة لتعريفات جمركية أعلى بسبب ارتفاع الانبعاثات إضافة إلى غيرها من العقوبات التي ستدمر صادراته.
وأمام رفض ثاني أكبر جهة في العالم نفثاً للانبعاثات الكربونية من اتخاذ خطوات متسارعة، فإن العالم سيكتشف أنه من الصعوبة بمكان تلافي مخاطر التغير المناخي التي تضر بحياة البشر في الولايات المتحدة وعبر العالم بأسره.
كان الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، قد كشف قبل فترة وجيزة من مغادرته البيت الأبيض، النقاب عن أهداف مناخية طموحة وقوية، متعهداً بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يتراوح بين 61 و66 في المائة بحلول عام 2035، مقارنة بمستوياتها في 2005.
وكانت الولايات المتحدة في السابق قد استهدفت خفض تلك الانبعاثات بما بين 50 و52 في المائة بحلول عام 2023، وهو الهدف الذي لم يكن بالإمكان الوصول إليه حتى قبل الهجوم الشامل الذي شنّه ترامب على السياسات الخضراء خلال العام الجاري.
ومجموعة روديوم (Rhodium Group) هي مؤسسة بحثية واستشارية مستقلة مقرها في الولايات المتحدة، متخصصة في تحليل الاقتصاد العالمي، الطاقة، المناخ، والاستثمار.وتُستخدم دراساتها من قبل الحكومات وصنّاع القرار لفهم اتجاهات المناخ والاقتصاد العالمي.