رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ذكرى وفاة سراج منير.. من عشق ميمي شكيب إلى نهاية هادئة

13-9-2025 | 02:55


سراج منير وميمي شكيب

ندى محمد

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير سراج منير، أحد أعمدة السينما والمسرح في مصر خلال حقبة الأربعينيات والخمسينيات، والذي ترك بصمة فنية وإنسانية خالدة امتزجت فيها قصص الحب بالدراما، والنجاح بالمأساة، فقد رحل في 13 سبتمبر عام 1957 إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء نومه، تاركًا وراءه تاريخًا حافلًا بالأعمال، وقصة حب استثنائية مع الفنانة ميمي شكيب.

ولد سراج منير في 15 يوليو 1904 لأسرة أرستقراطية، وكان والده يشغل منصبًا بوزارة المعارف.

 في شبابه سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكن ظروف المعيشة دفعته للعمل في الفن، وهناك شارك في بعض الأفلام الصامتة داخل استوديوهات برلين، ليكتشف شغفه الحقيقي بالتمثيل ويقرر ترك دراسة الطب والعودة إلى القاهرة.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عاد سراج إلى مصر، والتحق بمسرح رمسيس، قبل أن ينتقل إلى الفرقة الحكومية، ثم يتألق على شاشة السينما من خلال دوره في فيلم "زينب" عام 1930، لتبدأ مسيرته الفنية التي تنوعت بين الأدوار الكوميدية والشريرة والجادة. انضم إلى فرقة نجيب الريحاني وأصبح أحد أعمدتها، وبعد وفاة الريحاني صار بطل الفرقة الرئيسي، وحقق نجاحًا كبيرًا بأدوار بارزة منها شخصية "عنتر" في فيلم عنتر ولبلب.

وعلى الصعيد الشخصي، ارتبط اسم سراج منير بقصة حب شهيرة مع الفنانة ميمي شكيب، بدأت خلال تصوير فيلم ابن الشعب عام 1934 حين تبادلا النظرات في صمت، لكن اعتراض أسرته حال دون الزواج في البداية. 

بعد سنوات جمعتهما فرقة الريحاني وتجدد الحب بينهما، ليتزوجا ويعيشان قصة من أكبر قصص الوسط الفني، وشاركته ميمي أعمالًا مثل بيومي أفندي ونشالة هانم والحل الأخير، وبقيت بجانبه حتى وفاته، لتدخل بعد رحيله في حالة اكتئاب شديد ولم تتزوج من بعده.

لم يكتفِ سراج منير بالتمثيل، بل قرر خوض مجال الإنتاج السينمائي رغبة منه في تقديم أعمال ترتقي بالفن، فقدم عام 1953 فيلم "حكم قراقوش"، وأنفق على الفيلم أربعين ألف جنيه، لكنه لم يحقق سوى عشرة آلاف فقط، ما اضطره إلى رهن فيلته التي بناها لتكون عش الزوجية، وكانت هذه الخسارة سببًا مباشرًا في إصابته بالذبحة الصدرية التي أنهت حياته.

المثير أن سراج منير كان يتحدث دائمًا عن رغبته في "موتة هادئة" بلا ألم، وكان يكرر أنه يتمنى أن ينام فلا يستيقظ. وقد تحقق ما كان يتمنى، إذ رحل بعد أن شرب كوب ماء بارد وخلد للنوم، وفي الصباح وُجد جثمانه مسجى بابتسامة على وجهه، وقبل وفاته بأيام كان قد شيع صديقه الذي توفي بنفس الطريقة، وقال لزوجته مازحًا إنه يتمنى نهاية مماثلة.