رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الفائدة يقودان صعود البورصات الآسيوية

13-9-2025 | 13:59


الذكاء الاصطناعي

دار الهلال

راهن المستثمرون والمتداولون في البورصات الآسيوية على استفادة قطاع تصنيع الشرائح والرقائق الإلكترونية في آسيا من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح العالم.

كما أقبلوا على التعاملات في ظل توقعات خفض أسعار الفائدة الرئيسية في الولايات المتحدة، الأمر الذي قاد البورصات الرائدة في آسيا، وعلى رأسها اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، إلى إنهاء تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاعات قياسية في تعاملات الأسبوع المنقضي.

وذكرت "فاينانشيال تايمز" - في تقرير لها - أن الارتفاعات الحادة في البورصات الثلاث قادت مؤشر "إم إس سي آي" الأسيوي- الباسيفيكي إلى الاقتراب من أعلى مستوى في تاريخه، وتفوق المؤشر على نظيره "إم إس سي آي" العالمي، الذي يقيس أداء الأسواق المتقدمة فقط، بأعلى هامش منذ 8 سنوات.

وقد اقتفت الأسهم الآسيوية مسيرة الارتفاع التي شهدتها بورصة "وول ستريت"، حيث أنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تداولات الأسبوع على ارتفاع قياسي، متأثراً بتوقعات المستثمرين أن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) على خفض معدلات الفائدة الرئيسية الأسبوع المقبل، بعد أن أظهرت بيانات أغسطس نمواً في الوظائف.

ويرى مدير الاستثمار في الأسهم الآسيوية في شركة "أبيردين"، شين ياو نج، أن توقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار أفادا الأسهم الآسيوية "فكلا هذين العاملين كانا مفيدين لآسيا، خصوصاً بالنسبة للجانب الناشئ".

ودفعت البورصات عالية التقنية في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان حماسة المستثمرين نحو الإقبال على قطاع الذكاء الاصطناعي، في ضوء ما تتضمنه تلك الدول من مجموعات مصنعة لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، تلك المكونات الحيوية لهذه التكنولوجيا.

وقفز سهم شركة "إس إكيه هاينكس"، المصنعة للرقائق في كوريا الجنوبية، بنسبة 7 في المائة في ختام تعاملات الجمعة محققاً أعلى مستوياته على الإطلاق بعد إعلان الشركة تحقيق إنجاز مهم في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي.

كما تعزز الأداء في البورصات داخل اليابان وكوريا الجنوبية بفضل التفاؤل الذي عَمّ الأسواق بعد إصلاح مقومات الحوكمة المؤسسية، بما يعني زيادة عوائد حملة الأسهم.

وتصاعدت التدفقات الأجنبية إلى الأسهم في كوريا الجنوبية منذ تعديل الدولة للقانون التجاري في يوليو لإجراء مزيد من التوضيحات بشأن مهام مديري الشركات تجاه حملة الأسهم.

في اليابان، قفزت التدفقات الأجنبية على نحو حاد وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات "يوم الاستقلال" الجمركية في أبريل والتي أثارت المستثمرين للبحث عن وجهات استثمارية خارج الولايات المتحدة.

بينما يُتداول مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" عند مستويات قياسية، فإن أداءه يعد ضعيفاً مقارنة بالأسواق المتقدمة الأخرى، في دلالة على أن المستثمرين باتوا يحولون أصولهم خارج الولايات المتحدة في مناطق مثل أوروبا وآسيا.

ويعلق رئيس الأسهم الأسيوية- الباسيفك في شركة "روبيكو"، جوشوا كراب، على ذلك الوضع قائلاً إن الولايات المتحدة "غالية، والجميع يمتلكون استثمارات طويلة الأجل، والأسواق الأخرى تعمل بصورة أفضل"، وتابع "الناس ينظرون حيال الخارج بنظرة تفاؤلية".

ولاحظ رئيس استراتيجية الأسهم العالمية في شركة "جيفري"، كريستوفر وود، أن الشركات التكنولوجية الأمريكية الكبرى استثمرت بكثافة في البنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، محذراً من أن تقييمات أسعار الأسهم المرتفعة ربما تكون غير مبررة.

وقال وود "طبيعة الأعمال تتبدل، فهم ينتقلون من الأصول الخفيفة إلى الأصول الثقيلة، وجميعها تتلاحم في نفس المساحة".

وتعزز أداء الأسهم العالمية بفضل ضعف الدولار، إذ أظهر المؤشر الذي يرصد أداء العملة الأمريكية مقابل العملات العالمية، تراجعه بنسبة 10 في المائة منذ بداية العام حتى الآن.

ويلفت الخبير الاستراتيجي لليابان في شركة "سي إلي إس إيه"، نيكولاس سميث، إلى أن اليابان لديها صافي استثمارات دولية يبلغ 5.3 تريليون دولار، وأن المستثمرين بوسعهم البدء في ترحيل الأصول إلى وطنهم، في دلالة على أن الين لن يضعف أكثر من ذلك أمام الدولار.

ويرى سميث أن "المصدر الرئيسي هو ذلك الحجم الهائل من الأموال اليابانية التي دُفعت إلى الخارج بسبب اقتراب العائد في اليابان من الصفر، ونقطة التحول تظهر عندما يتوقف الين عن الضعف".