رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قمة الدوحة الطارئة.. موقف عربي إسلامي موحد في مواجهة التصعيد الإسرائيلي

14-9-2025 | 09:47


موضع العدوان الإسرائيلي على الدوحة

محمود غانم

تنطلق، اليوم الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة، المقرر انعقادها غدًا الاثنين، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، الذي عُدّ تصعيدًا خطيرًا ينذر بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة ما لم تُتخذ إجراءات رادعة ضد تل أبيب.

وتعقد الشعوب العربية والإسلامية آمالًا كبيرة على أن تخرج القمة بقرارات حاسمة تردع الاحتلال الإسرائيلي، الذي شن خلال أقل من عامين هجمات مباشرة على خمس دول عربية وإسلامية، فضلًا عن مواصلة حربه الدموية ضد الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023.

وخلال الأسبوع الأخير فقط، صعّد الاحتلال من اعتداءاته باستهداف الأراضي اللبنانية والسورية واليمنية، قبل أن يشن عدوانه الأخير على قطر، ما فجّر موجة غضب عربية وإسلامية ودولية، وأكد أن السلوك الإسرائيلي بات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة واستقرارها، الأمر الذي يستوجب موقفًا رادعًا وحازمًا.

 

قمة الدوحة

وتنعقد قمة الدوحة التي يبدأ اليوم الاجتماع التحضيري له في الأساس؛ لبلورة رد جماعي ذي مغزى يردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها ضد دول المنطقة.

وفي هذا الإطار، أكدت قطر أن القمة العربية الإسلامية المرتقبة ستناقش "خطة عمل" مشتركة للتعامل مع التطورات، مشددة على أنها لن تملي على شركائها الإقليميين شكل الرد، بل ستترك لكل طرف حرية تحديد موقفه.

وحسب الخارجية القطرية، فإن القمة ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على البلاد، سيقدمه الاجتماع التحضيري للقمة، الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اليوم في الدوحة.

واعتبرت الخارجية، أن انعقاد القمة يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي «الجبان» الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة «حماس»، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

وحسب تقارير صحفية، فإن أمام القمة المنعقدة في الدوحة عدة خيارات محتملة، يتصدرها إصدار إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلي على قطر، الذي اعتُبر سابقة خطيرة تمس سيادة الدول العربية والإسلامية.

كما يُنتظر أن تبحث القمة سبل التحرك الدبلوماسي المنسق في مجلس الأمن والأمم المتحدة، فضلًا عن المنظمات الإسلامية والدولية، بهدف الضغط على إسرائيل وتحميلها مسؤولية التصعيد.

وتشمل المسارات المطروحة كذلك اعتماد إجراءات اقتصادية وإعلامية قد تصل إلى حد المقاطعة، بما يزيد من كلفة العدوان، مع التأكيد على أهمية وحدة الصف وتجاوز الخلافات الداخلية لمواجهة التحديات المشتركة.

في سياق ذلك، أُجريت، أمس، اتصالات هاتفية مكثفة بين وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، ونظرائه من السعودية وتركيا وباكستان، وذلك في إطار التنسيق المشترك قبيل انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة.

فقد بحث عبد العاطي مع الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، ومحمد إسحاق دار نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان، تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة، وتبادلوا الرؤى حول سبل مواجهة التحديات السياسية والأمنية المتصاعدة، إضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية.

وأكد الوزراء خلال الاتصالات أهمية التضامن العربي والإسلامي في هذه المرحلة الدقيقة، وضرورة استمرار تنسيق المواقف بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وصون المصالح المشتركة لدول المنطقة.

وكانت الدوحة قد شهدت الثلاثاء انفجارات عنيفة هزّتها، أعقبها إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم، مدّعيًا استهداف اجتماع لقيادات حركة "حماس" الذين كانوا يبحثون المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التهدئة.

وأدى الهجوم إلى سقوط شهداء وجرحى، ما أثار موجة إدانات واسعة على المستويين العربي والدولي، إذ اعتبرت العديد من العواصم العربية والإسلامية والغربية الغارة اعتداءً صارخًا على السيادة القطرية.