رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمود الخطيب.. «بيبو» ملك القلعة الحمراء

14-9-2025 | 14:48


محمود الخطيب

همت مصطفى

في عالم الرياضة، تُكتب الأساطير بالعرق والجهد، وتُنحت البطولات من صُلْب الإرادة والعزيمة، وإذا كان التاريخ يحتفظ بأسماء الخالدين في ذاكرة الأمم، فإن اسم يتربع على عرش الكرة المصرية كأيقونة خالدة لا تشيخ مع الزمن، ولا تذبل مع السنين إنه «إمبراطور المستطيل الأخضر» و«سلطان الأهداف» محمود الخطيب، عاش اسم محمود الخطيب عقود عدّة متتالية، عالقًا في العقول والوجدان، وظل متفردًا بلقبه «بيبو» كما يناديه محبوه، وهو ليس مجرد لاعب كرة قدم، لكنه رمز من رموز الرياضة المصرية، وعلامة فارقة في تاريخ النادي الأهلي، وقامة شامخة في قلوب الجماهير التي عاشت معه لحظات المجد والانتصارات.

ومن قرية صغيرة في محافظة الدقهلية في أرض الكنانة مصر، انطلق نجم ساطع ليضئ سماء الكرة العربية والأفريقية، حاملًا على كتفيه آمال أمة تعشق الكرة المستديرة، ومحققًا إنجازات لا تزال محفورة بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي، هذا هو محمود الخطيب، الرجل الذي حول الحلم إلى حقيقة، والموهبة إلى إنجاز.

ويبقى محمود الخطيب أكثر من مجرد لاعب كرة، وسيظل أيقونة رياضية وإنسانية، جمعت بين الموهبة والروح القيادية، وصنعت تاريخًا يُحكى للأجيال، كمبدع رياضي من أعظم من أنجبتهم الملاعب المصرية.

الميلاد والنشأة

وُلد محمود إبراهيم الخطيب في 30 أكتوبر 1954م، في أسرة متوسطة الحال بقرية «قرقيرة» التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، قبل أن تنتقل أسرته إلى حي عين شمس بالقاهرة،  منذ طفولته، ظهرت موهبته الاستثنائية الكُرَوِيّة في الشوارع والساحات الشعبية، حيث كان يلعب في الشوارع مع أطفال الحي، مستخدمًا «الكازوزة»، كما تشير بعض المصادر إلى بداياته المتواضعة في لعب الكرة حتى التحق بناشئي النادي الأهلي، ليبدأ رحلة المجد الكروي.

بداية الرحلة مع الساحرة المستديرة

بدأت رحلة محمود الخطيب الاحترافية مع نادي النصر قبل أن ينتقل إلى النادي الأهلي، النادي الذي سيصبح بيته الثاني ومسرح أعظم إنجازاته، انضم لـ «الأهلي» من عام 1969 حتى 1988م، ليبدأ صفحة ذهبية في تاريخ النادي، تميز بمهارات استثنائية في المراوغة والتهديف، وسرعان ما أصبح نجم الجماهير الأول، وقضى مع الأهلي 19 عامًا من أجمل سنوات عمره.

المسيرة الكُرَوِيّة مع النادي الأهلي

  • إنجازات  محمود الخطيب مع الأهلي كلاعب

لعب محمود الخطيب في مركز المهاجم، وأصبح واحدًا من أعظم الهدافين في تاريخ الكرة المصرية، سجل مع الأهلي 117 هدفًا في المسابقات المحلية خلال 217 مباراة، بالإضافة إلى 37 هدفًا في المسابقات الإفريقية في 49 مباراة.

البطولات المحلية

  •  وخاض محمود الخطيب مع الأهلي أكثر من 450 مباراة رسمية، ليسجل العديد من الأهداف ليكون واحدًا من أبرز هدافي الكرة المصرية، كما ساهم في حصد 10 بطولات في الدوري المصري، و 5 ألقاب في كأس مصر، و3 ألقاب إفريقية للأندية.

البطولات القارية

  • كان لمحمود الخطيب دور مهم في فوز الأهلي بلقب دوري أبطال إفريقيا، والذي يُعتبر إنجازًا بارزًا في تاريخ النادي، حقق محمود الخطيب 5 بطولات إفريقية، بطولتين إفريقيا أبطال الدوري، وثلاثة بطولات كأس الكؤوس الإفريقية.

أرقام قياسية وألقاب فردية

  •  حصل محمود الخطيب على لقب هداف الدوري المصري في موسمي (1977-1978 و1980-1981م)
  • أفضل لاعب أفريقي عام 1983 م من مجلة فرانس فوتبول - وهو إنجاز لم يحققه سوى اللاعب الدُّوَليّ محمد صلاح من اللاعبين المصريين لاحقًا.
  • ومحمود الخطيب وهو عملاق الكرة المصرية، عضوًا في قائمة نادي المائة.

انضباط وروح رياضية عالية

ويعرف محمود الخطيب انضباطه الاستثنائي داخل الملعب، حيث لم يحصل على البطاقة الصفراء، إلا مرتين طوال مسيرته، مما يعكس روحه الرياضية العالية واحترامه لقوانين اللعبة.

 كما يُعرف« الخطيب» بخلقه الرفيع وتواضعه الشديد، وهو ما جعله يحظى بحب الجماهير داخل وخارج الملعب، و ظل رمزًا للنقاء الرياضي، وقدوة في القيادة والمسؤولية.

المسيرة الدولية مع المنتخب المصري

شكّل محمود الخطيب ركنًا أساسيًا في منتخب مصر لكرة القدم لسنوات طويلة،  لعب للمنتخب من 1973م  حتى 1986م وأحرز 24 هدفًا في 54 مباراة، وهو ضمن أفضل 10 هدافين في تاريخ مصر.

وكان من أبرز إنجازاته قيادته الفراعنة للفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1986 م بالقاهرة، وهو اللقب الغالي الذي انتظره المصريون طويلًا.

الألقاب والجوائز

  • أول لاعب مصري وعربي يتوج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيَا عام 1983.م
  •  محمود الخطيب هو هداف الدوري المصري مرتين.
  • دخل محمود  الخطيب قائمة أفضل 100 لاعب إفريقي في القرن العشرين.
  • اعتزل عام 1988م، بعد أن ترك إرثًا كرويًا لا ينسى.

الإنجازات الدولية

  • ساهم محمود الخطيب  في التأهل لأولمبياد موسكو 1980م، وساهم في التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 1984م
  • قاد «بيبو» وهو قلب مصر النابض، المنتخب الوطني لكرة القدم  لبلوغ ربع النهائي في إحدى البطولات المهمة.

الانتقال إلى الإدارة - رئاسة النادي الأهلي

بعد اعتزال محمود الخطيب اللعب، لم يبتعد عن عالم الكرة، لكنه انتقل إلى الجانب الإداري، في 1 ديسمبر 2017م، و تم انتخابه رئيسًا للنادي الأهلي خلفًا للمهندس محمود طاهر بعد حصوله على 20956 صوتًا مقابل 13182 لصالح محمود طاهر.

إنجازات محمود الخطيب كرئيس للأهلي

قاد محمود الخطيب النادي كرئيس لتحقيق 22 لقبًا، آخرها بطولة الثلاث قارات، مما يرفع إجمالي ألقابه مع الأهلي (كلاعب ورئيس) إلى 42 لقبا (20 كلاعب + 22 كرئيس).

من أبرز الإنجازات في عهده كرئيس

  • توج فريق نادي الأهلي، خلال رئاسة محمود الخطيب له،  بلقب «دوري الأبطال» على حساب الزمالك، وهي واحدة من أغلى البطولات في تاريخ القلعة الحمراء
  •  وتم تحقيق بطولة «الثلاث قارات».. آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ.
  • الحفاظ على مكانة الأهلي كأحد أقوى الأندية في أفريقيا والعالم العربي.

وجاءت بطولات الأهلي في عهد محمود الخطيب كالتالي:

بطولة الدوري الممتاز: 6 ألقاب بدأت بموسم «2017-2018» ثم موسم «2018- 2019» وموسم «2019-2020»، وخسر لقبي الدوري «2021 ثم 2022» قبل أن يعود للسيطرة مرة أخرى موسم «2022-2023» ثم 2023 -2024 وأخيرًا لقب الدوري «2024-2025».

بطولة كأس مصر لـ 3 مرات، وبطولة السوبر المحلي: 6 مرات، بطولة دوري أبطال أفريقيا :4 مرات، السوبر الإفريقي لمرتين، كأس العالم للأندية: 3 ميداليات برونزية، وكأس آسيا وإفريقيا والمحيط الهادئ.

شخصية قيادية مؤثرة في المجتمع المصري

إن اللاعب والقائد  الرياضي محمود الخطيب «محبوب الملايين» ليس مجرد رياضي ناجح، بل شخصية قيادية مؤثرة في المجتمع المصري، له أصول سورية كما تشير بعض المصادر، مما يعكس التنوع الثقافي في تكوين الشخصيات المصرية البارزة.

يُعرف محمود الخطيب، سفير مصر للعالم، وهو«البطل الحقيقي» و«الأسطورة الحية» بشخصيته المتواضعة وقربه من الجماهير، فرغم كونه أسطورة في عالم الكرة، إلا أنه يحتفظ ببساطته وأخلاقه العالية، هذا ما جعله محبوبًا من جميع طبقات المجتمع المصري، وليس فقط من محبي كرة القدم.

الإرث والتأثير على الأجيال الجديدة

مثل محمود الخطيب، «صانع الأحلام» و«النجم الذي لا يأفل»، مدرسة في حد ذاته للأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم المصريين، أسلوبه في اللعب، وانضباطه، وأخلاقه الرياضية، كلها عوامل جعلته قدوة يُحتذى بها.

إن إرث «الخطيب» عاشق الكرة الأبدي، والقامة بطول السماء، لا يقتصر على الأرقام والإحصائيات، بل يمتد ليشمل القيم والمبادئ التي غرسها في عالم الرياضة المصرية، هو رمز للنجاح المبني على الجهد والمثابرة، ودليل على أن الأحلام يمكن أن تتحقق بالعمل الجاد والالتزام.

محمود الخطيب ملهمة للأجيال

وهكذا، تبقى قصة محمود الخطيب ملهمة للأجيال، قصة رجل آمن بحلمه وسعى لتحقيقه بكل ما أوتي من قوة وإصرار، من ملاعب الحي إلى قمة المجد، ومن لاعب واعد إلى أسطورة خالدة، ثم إلى قائد إداري ناجح، يبقى «بيبو» رمزًا للتميز والإنجاز في تاريخ الرياضة المصرية.

إن اسم محمود الخطيب، أيقونة مصر الخالدة، محفور بأحرفِ من نور في سجل التاريخ المصري،« الكروي» وسيبقى ذكره عطرًا يفوح في أذهان محبي الكرة المستديرة، مؤكدًا أن الأساطير الحقيقية لا تموت، بل تبقى خالدة في القلوب والذاكرة، تنير درب الأجيال القادمة نحو المجد والتميز.