رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبيرة شؤون إسرائيلية: صمود الفلسطينيين رغم الحصار والتجويع يُفشل مخططات التهجير| خاص

14-9-2025 | 15:10


رانيا فوزي

محمود غانم

قالت الدكتورة رانيا فوزي، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية والمتخصصة في تحليل الخطاب الصهيوني، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل جاءت عقب ما وصفته بـ"الحماقة الإسرائيلية" المتمثلة في الهجوم على دولة قطر ومحاولة استهداف قيادات الصف الأول في حركة حماس، المسؤولة عن ملف التفاوض بوساطة قطرية ومصرية.

وأكدت فوزي، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الهدف الأساسي من الزيارة يتمثل في ممارسة ضغوط إضافية على حكومة الاحتلال لحملها على تقديم بعض التسهيلات، في ظل تصاعد الضغوط العربية وتنامي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وهو ما ظهر جليًا في انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضحت فوزي أن ثمة إجماعًا غربيًا آخذًا في التشكل، صادر عن دول لطالما كانت داعمة لإسرائيل، نتيجة للجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، والتي وصفتها بأنها تصل إلى حد "الإبادة الجماعية"، ما دفع هذه الدول إلى إعادة النظر في مواقفها السابقة، والضغط باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإحياء مسار حل الدولتين.

وأضافت أن هذا الطرح يواجه رفضًا قاطعًا من حكومة بنيامين نتنياهو، التي تتمسك باستراتيجيتها القائمة على عدم التفريط في أي جزء من الأراضي المحتلة، معتبرة أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، كونها – بحسب تصورها – "دولة إرهاب" على حدودها.

ولفتت خبيرة الشأن الإسرائيلي إلى أن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها السعودية، وجهت رسائل شديدة اللهجة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر المقبل سيضع القضية الفلسطينية ووقف الحرب في قطاع غزة على طاولة البحث.

وأشارت إلى أن نتنياهو يواصل المضي في تنفيذ عملية "عربات جدعون 2"، مؤكدة أن هذه العملية، حتى لو شملت تهجير عشرات الآلاف من مدينة غزة نحو الجنوب، لن تحقق أهدافها، لأن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية المشاركة في العملية البرية.

وكشفت فوزي أن ملف التهجير لا يزال مطروحًا داخل إدارة ترامب، مشيرة إلى ما يُعرف بـ"خطة ريفيرا غزة" أو "ريفيرا ترامب"، باعتبارها الخيار الأكثر تداولًا في بعض الدوائر الأمريكية، كوسيلة لإنهاء القضية الفلسطينية بما يخدم مصالح إسرائيل.

وقالت إن الخطة – التي كشفت عنها صحف أمريكية، منها واشنطن بوست – تقوم على إنشاء صندوق استثماري لبناء "مدن ذكية" في غزة، وطرح سيناريوهات أمام الفلسطينيين إما بالانتقال مؤقتًا إلى "مناطق آمنة" بانتظار عودتهم بعد إنجاز المشاريع، أو قبول مبالغ مالية لمغادرة القطاع نهائيًا، كما تتضمن الخطة بدائل سكنية أو تعويضات مؤقتة، مثل دفع إيجار كامل يتناقص خلال أربع سنوات، أو استبدال الأرض خارج غزة.

وختمت فوزي بالتأكيد أن "كل هذه التصورات تبدو مشروعات على الورق، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني، رغم الحصار والتجويع والدمار، يشكّل الحاجز الأقوى أمام تمرير مثل هذه المخططات وإفشالها".