رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


غداً .. مصر تتسلّم جائزة "الآغا خان للعمارة" عن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية" بالأقصر

14-9-2025 | 20:56


محافظ الأقصر

دار الهلال

تتسلّم مصر غداً الإثنين، جائزة "الآغا خان للعمارة"، في دورتها الـ 16 لعام 2025 ، عن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية"، إحدى مدن محافظة الأقصر.


يأتي هذا الفوز المرموق بعد غياب دام أكثر من 20 عاما، منذ أن حصدت مكتبة الإسكندرية الجائزة عام 2004، ليضع مصر مجدداً على الخريطة العالمية في مجال العمارة المستدامة والحفاظ على التراث.


وأشارت محافظة الأقصر ، في بيان اليوم الأحد ، الى أن المشروع نجح في تقديم نموذج رائد في تحويل التراث إلى محرك للتنمية المستدامة، يجمع بين الترميم المعماري، والحفاظ العمراني، والتركيز على الهوية الثقافية، وتمكين المجتمع المحلي، وتعزيز الاقتصاد القائم على السياحة، كما قدّم نموذجاً للعمل المشترك على مدار أكثر من عقد ونصف، من خلال التعاون بين مؤسسة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة" ووزارة السياحة والآثار، ومحافظة الأقصر، وبدعم من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، في تجربة فريدة للشراكة بين القطاع العام، والمجتمع المدني، والجهات المانحة.


وأثبت المشروع أن التراث الثقافي يمكن أن يكون قاطرة حقيقية للتنمية الشاملة، ويقام حفل توزيع الجوائز في قاعة الفيلهارمونية الوطنية القرغيزية "توكوتغول ساتيلغانوف" بالعاصمة بشكيك في جمهورية قيرغيزستان، بحضور عدد من كبار الشخصيات المحلية والدولية، وممثلي الدول الفائزة، وكبار المعماريين والخبراء الثقافيين من مختلف أنحاء العالم.


ويمثل الوفد المصري الذي سيتسلم الجائزة: الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والمهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، والدكتورة سها بهجت مستشارة وزير السياحة والآثار نيابة عن الوزير، إلى جانب الشركاء المؤسسين لمؤسسة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة" (الجهة المصممة والمنفذة للمشروع) وهم : المهندس كريم إبراهيم مدير المشروع، والمهندسة نيفين عقل مدير وحدة التصميم بالمشروع، وخبيرة التنمية شيرين زغو مسؤولة المكون السياحي والاقتصادي بالمشروع.


من جانبه، أوضح مدير المشروع، أن المشروع سعى خلال سنوات عمله إلى إعادة مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر إلى الخريطة السياحية العالمية، بعد أن ظلت لسنوات طويلة مقتصرة على زيارة معبد خنوم فقط، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في مضاعفة عدد زوار المدينة أكثر من 3 مرات، بفضل ترميم وكالة الجداوي وفتحها للجمهور لأول مرة منذ عقود، وتطوير سوق القيسارية التقليدي، وتحسين موقع زيارة معبد خنوم، إلى جانب تجديد واجهات 15 مبنى وموقعاً تراثياً آخر، وتطوير البازارات التاريخية ، كما وفر المشروع مئات من فرص العمل، ودرب أكثر من 400 شاب وفتاة من أبناء إسنا في مجالات الحرف التقليدية والترميم والإرشاد السياحي.


من جانبها، أشادت لجنة التحكيم العليا للجائزة، التي تضم نخبة من المعماريين والمفكرين والفنانين من مختلف أنحاء العالم، بالمشروع ووصفته بأنه يتجاوز الحدود التقليدية للحفاظ العمراني، حيث عمل على تطوير البيئة التراثية للمدينة من خلال رؤية شاملة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وأكدت اللجنة أن المجتمع المحلي كان لاعبًا رئيسيًا في إنجاح المشروع، وهو ما أطلق عملية تجديدية مستدامة في نسيج عمراني كان مهددًا بالاندثار.


وأبرزت اللجنة أن القيمة الحقيقية للمشروع تكمن في شمولية تدخلاته التي لم تقتصر على المعالم الأثرية الشهيرة، بل امتدت إلى النسيج العمراني والأسواق الشعبية والمباني السكنية والتجارية والدينية، الأمر الذي أعاد الحياة إلى منظومة حضرية متكاملة، وأسهم في تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص اقتصادية جديدة.


وأكدت أن ما تحقق في إسنا يعكس احتراماً للتقنيات والمعارف المحلية، ويُبرز دور التراث غير المادي مثل الحرف اليدوية والممارسات الثقافية والمطبخ التقليدي، باعتبارها عناصر جوهرية في عملية الإحياء العمراني والثقافي. وقد تم توثيق أكثر من 20 مبنى تراثيًا، و25 وصفة طعام محلية، وإطلاق مبادرات اقتصادية صغيرة تقودها سيدات إسنا مثل "مطبخ أوكرا" و"ورشة الأعمال الخشبية".