خبير دولي: قمة الدوحة تستهدف إنهاء "الإفلات الإسرائيلي من العقاب".. ومصر ستلعب دورًا محوريًا|خاص
أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الأجندة الرئيسية للقمة العربية الإسلامية المقررة في قطر ستتركز على عدد من الأولويات، في مقدمتها إدانة الهجوم الإسرائيلي على السيادة القطرية والدعوة إلى تحقيق دولي عاجل، مع مطالبة مجلس الأمن بالتحرك كما جرى في إدانات سابقة.
وأضاف العزبي، في حديث لـ"دار الهلال"، أن القمة ستسعى إلى صياغة رد عربي وإسلامي موحد ضد إسرائيل، من خلال قرارات قد تشمل مقاطعة اقتصادية، تجميد العلاقات، أو حتى بحث تشكيل قوة عربية مشتركة، وهي الفكرة التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2015 بدعم سعودي.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية ستكون محورًا أساسيًا، عبر دعم مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة، ومناقشة التوترات في لبنان وسوريا، إضافة إلى تعزيز الدعم السياسي والمالي لفلسطين، مع التشديد على وقف سياسة "الأرض المحروقة" التي ينتهجها الاحتلال في القطاع.
وستُبرز القمة أهمية التضامن العربي الإسلامي، مع مناقشة الدعم لقطر، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم دلالة قوية على وحدة الصف في توقيت حساس.
وأوضح العزبي أن القمة تأتي في ظل تصعيد خطير في غزة ولبنان، واستمرار التوتر مع إيران، ومخاوف من تهجير جماعي للفلسطينيين، ما يجعلها فرصة حاسمة لرسم خطوط حمراء أمام إسرائيل، عبر بيان يطالب بوقف فوري للجرائم الإسرائيلية ومنع أي محاولات لفرض وقائع جديدة على الأرض.
كما لفت إلى أن هناك توقعات بأن تُقر القمة خطة تحرك جماعي تشمل ضغوطًا دبلوماسية واقتصادية، مع ربط الهجوم على قطر بالأزمة الفلسطينية، لإنهاء ما وصفه بـ"الانطباع بأن إسرائيل تتحرك بلا عقاب".
وبشأن الأدوار الإقليمية، شدد العزبي على أن مصر ستلعب دورًا محوريًا في القمة كميسر رئيسي للجهود الدبلوماسية، على غرار ما قامت به في "قمة فلسطين" بالقاهرة في مارس 2025، مؤكدًا أن مشاركتها على أعلى مستوى تمثل اختبارًا لدورها الإقليمي.
وأضاف أن مصر تُعتبر "صمام الأمن الإقليمي" بفضل موقعها الجيوسياسي الذي يسيطر على قناة السويس، وحدودها مع غزة التي تجعلها بوابة أساسية للدعم الإنساني، فضلًا عن قوة جيشها، وخبرتها في الوساطة، وعلاقاتها المتوازنة مع القوى الدولية، ما يجعلها "رمانة الميزان" في الشرق الأوسط.
وشدد على أن نجاح القمة في تبني إجراءات عملية مشتركة سيعني انتقال العالم العربي والإسلامي من مرحلة البيانات التقليدية إلى مرحلة العمل الفعلي لردع التصعيد الإسرائيلي وحماية الاستقرار الإقليمي.