كالعادة..اجتماعات وتصريحات وقرارات وبيانات من مسئولى اتحاد الكرة عقب كل أزمة أو فشل ، والنتيجة " يبقى الوضع كما هو عليه " ، ويبقى أصل الأزمة " محلك سر " دون وجود أي حلول حقيقة لأصل المشكلة أو حتى التعلم منها لإدارة الأزمات المماثلة.
فأزمة التحكيم الراهنة التى فجرتها مباراة الزمالك والمقاصة الأخيرة فى الدوري الممتاز والتي شهدت خطأ فادحا من الحكم رقم 1 في مصر الدولى جهاد جريشة بعدم احتساب ركلة جزاء للزمالك بعد لعب مدافع المقاصة الكرة بيده داخل منطقة الجزاء وتقمصه لدور حارس المرمى فى مشهد استفز جميع المتابعين .
وكشفت الأزمة أن مجلس الجبلاية لا يمتلك آليات الحل الجذري للمشكلات التي يواجهها فى إدارة المنظومة الكروية ، ويعتمد على المسكنات التى سرعان ما يزول مفعولها وتعود الأزمة للظهور من جديد.
الغريب أن نادى مصر المقاصة كان طرفا أيضا فى الأزمة السابقة والتى أطاحت برئيس لجنة الحكام رضا البلتاجى وإيقاف الحكم إبراهيم نور الدين شهرا ومنعه من إدارة مباريات الزمالك، بعد اعترض الزمالك على نور الدين وتهديده أيضا بالانسحاب من الدوري بسبب تواطؤ الحكم وتعمده لبعض الأخطاء التي أدت إلى فوز الأهلي بالمباراة.
وحدد الزمالك وقتها ثلاثة مطالب رئيسية للعودة للمشاركة فى مسابقة الدورى الممتاز، وهى عزل رضا البلتاجى وشطب إبراهيم نور الدين ، والتحقيق مع أحمد الشيخ لاعب الأهلى المعار لمصر المقاصة، بسبب ما اعتبره تواطؤاً فى إضاعة ركلة الجزاء حتى يعود لصفوف القلعة الحمراء مرة أخرى.
وخرجت بيانات وتصريحات واجتماعات اتحاد الكرة لتعلن خريطة طريق لتصحيح وضع منظومة التحكيم فى مصر ، وتولى عصام عبد الفتاح عضو مجلس الادارة رئاسة اللجنة إلا أن شيئا مما وعدوا به لم يحدث ، وظلت الكوارث التحكيمية تطارد الأندية وتهدد استثمارات بلغت ملايين الجنيهات بشكل كبير.
واشتعلت الأزمة من جديد عقب مباراة الزمالك والمقاصة ووضع الزمالك اتحاد الكرة فى مأزق كبير بعد وضع شرط إعادة المباراة أو عدم استكمال الدورى، ما جعل مجلس الجبلاية يدعو لاجتماع طارئ لبحث الخروج من المشكلة ، وعاد هاني أبوريدة من الخارج خصيصا فى محاولة للسيطرة على الأزمة قبل تفاقمها خاصة وأن الزمالك دعا أعضائه لعقد جمعية عمومية الجمعة المقبل لاتخاذ قرار نهائى بشأن مسألة الانسحاب من الدورى الممتاز.
ويسابق مجلس الجبلاية الزمن لإنهاء الأزمة مع الزمالك قبل الجمعية العمومية الطارئة التى دعى اليها مرتضى منصور ، حيث كشف مصدر بالجبلاية أن المجلس وافق فى اجتماعه الأخير على تنفيذ طلبات الزمالك المتعلقة بإيقاف الحكم جهاد جريشة لمدة شهر، وعدم إسناد أي مباراة أخرى للزمالك له، وآخرين طلب مرتضى منصور إبعادهم عن مباريات فريقه بجانب جهاد جريشة، وعلى رأسهم إبراهيم نور الدين، ومحمود عاشور، ومحمود البنا.
وأوضح المصدر أن إصرار هانى أبوريدة على رفض عمل جميع مدربي المنتخبات الوطنية، في الفضائيات، جاء أيضا إرضاء لمرتضى الذى طالب كثيرا بهذا الأمر ، لافتا إلى أن ما شهده الاجتماع الأخير من مشادات وتعنيف لعدد من أعضاء مجلس الإدارة، ومهاجمتهم لعدم الاهتمام بإدارة شئون اللعبة، ومناقشة مشاكل الأندية والتحقيق في شكاويهم، كان أيضا لإرضاء رئيس الزمالك، ليحافظ على هيبته أمام جماهير وأعضاء القلعة البيضاء.
ولفت إلى أن أبو ريدة كليف الثلاثي خالد لطيف، وحازم إمام، وكرم كردي، أعضاء المجلس، بالتوسط بين اتحاد الكرة ومرتضى منصور، خاصة أن علاقتهم به جيدة وقوية، من خلال مواقفهم المعارضة داخل المجلس.
وأخيرا أصدر اتحاد الكرة بيانا دعا فيه اتحاد الكرة كل أطراف المنظومة الرياضية؛ لإعلاء مصلحة الوطن والانصياع إلى رجاحة العقل .
ولكن كل ما قام به هاني أبو ريدة ورفاقه داخل مجلس الجبلاية لم يتطرق إلى وسائل علمية أو خطة مدروسة أو استراتيجية واضحة المعالم لحل الأزمة على المدى البعيد ما يجعل تكرارها بهذا الشكل أمرا واردا مثلما حدث من قبل ، على الرغم من إعلان عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام أن لديه خطة لتطوير المنظومة وأنه سيترك لجنة الحكام إذا لم تتم الموافقة عليها ، وهو ما لم يحدث خلال اجتماع المجلس الأخير.